Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 102-103)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ } فيه أربع أقاويل : أحدها : هو أن يُطَاع فلا يُعْصى ، ويُشْكَر فلا يكفر ويُذْكَر فلا يُنْسى ، وهو قول ابن مسعود ، والحسن ، وقتادة . والثاني : هو اتقاء جميع المعاصي ، وهو قول بعض المتصوفين . والثالث : هو أن يعترفواْ بالحق في الأمن والخوف . والرابع : هو أن يُطَاع ، ولا يُتَّقى في ترك طاعته أحدٌ سواه . واختلفواْ في نسخها على قولين : أحدهما : هي محكمة ، وهو قول ابن عباس ، وطاووس . والثاني : هي منسوخة بقوله تعالى : { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُم } [ التغابن : 16 ] وهو قول قتادة ، والربيع ، والسدي ، وابن زيد . { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْل اللَّهِ جَمِيعاً } فيه خمسة تأويلات : أحدها : الحبل : كتاب الله تعالى ، وهو قول ابن مسعود ، وقتادة ، والسدي ، روى أبو سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " كِتَابُ اللهِ هُوَ حَبْلُ اللهِ المَمْدُودُ مِنَ السَّماءِ إَلى الأرْضِ " . والثاني : أنه دين الله وهو الإسلام ، وهذا قول ابن زيد . والثالث : أنه عهد الله ، وهو قول عطاء . والرابع : هو الإخلاص لله والتوحيد ، وهو قول أبي العالية . والخامس : هو الجماعة ، وهو مروي عن ابن مسعود . وسُمَّي ذلك حبلاً لأن المُمْسِكَ به ينجو مثل المتمسك بالحبل ينجو من بئر أو غيرها . { وَلاَ تَفَرَّقُواْ } فيه قولان : أحدهما : عن دين الله الذي أمر فيه بلزوم الجماعة ، وهذا قول ابن مسعود ، وقتادة . والثاني : عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . { وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَينَ قُلُوبِكُمْ } وفيمن أريد بهذه الآية قولان : أحدهما : أنهم مشركو العرب لِمَا كان بينهم من الصوائل ، وهذا قول الحسن . والثاني : أنهم الأوس والخزرج لِمَا كان بينهم من الحروب في الجاهلية حتى تطاولت مائة وعشرين سنة إلى أن ألَّفَ الله بين قلوبهم بالإسلام فتركت تلك الأحقاد ، وهذا قول ابن إسحاق .