Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 121-123)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّىءُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ } واختلفوا في أي مكان كان على قولين : أحدهما : أنه كان يوم أُحد ، وهو قول ابن عباس ، والربيع ، وقتادة ، والسدي ، وابن اسحاق . والثاني : أنه كان يوم الأحزاب ، وهو قول الحسن ، ومجاهد . { تُبَوِّىءُ } أي تتخد منزلاً تبوىء فيه المؤمنين . ومعنى الآية : أنك ترتب المؤمنين في مواضعهم . { وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } فيه ثلاثة أقوال : أحدها : سميع بما يقوله المنافقون ، عليم بما يضمرونه من التهديد . والثاني : سميع لما يقوله المشيرون عليك ، عليم بما يضمرون من نصيح الرأي وغش القلوب . والثالث : سميع لما يقوله المؤمنون عليم بما يضمرون من خلوص النية . { إِذْ هَمَّت طَّآئِفَتَانِ مِنْكُمْ أَن تَفْشَلاَ } اختلف فيها على قولين : أحدهما : أنهم بنو سلمة وبنو حارثة من الأنصار ، وهو قول ابن عباس ، وجابر بن عبد الله ، الحسن ، وقتادة . والثاني : أنهم قوم من المهاجرين والأنصار . وفي سبب همّهم بالفشل قولان : أحدهما : أن عبد الله بن أبي سلول دعاهما إلى الرجوع عن لقاء المشركين يوم أحد ، فهمّا به ولم يفعلا ، وهذا قول السدي وابن جريج . والثاني : أنهم اختلفوا في الخروج في الغدو والمقام حتى همّا بالفشل ، والفشل الجبن . { وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلّةٌ } وبدر ماءٌ نزلوا عليه كان لرجل يسمى بدر ، قال الزبير بن بكار هو بدر بن النضر بن كنانة فسمي باسم صاحبه ، وهذا قول الشعبي ، وقال غيره بل هو اسم له من غير إضافة إلى اسم صاحب . { وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ } قولان : أحدهما : الضعف عن مقاومة العدو . والثاني : قلة العدد وضعف الحال . قال ابن عباس : كان المهاجرين يوم بدر سبعة وسبعين رجلاً ، والأنصار مائتين وستة وثلاثين رجلاً ، وكان المشركون ما بين تسعمائة وألف .