Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 12-13)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { قُل لِّلَّذِينَ كَفَرواْ سَتُغْلَبُونَ } الآية . في سبب نزول هذه الآية ثلاثة أقوال : أحدها : أنها نزلت في قريش قبل بدر بسنة ، فحقق الله قوله ، وصدق رسوله ، وأنجز وعده بمن قتل منهم يوم بدر ، قاله ابن عباس ، والضحاك . والثاني : أنها نزلت في بني قينقاع لمَّا هلكت قريش يوم بدر ، فدعاهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام ، وحذرهم مثل ما نزل بقريش ، فأبوا وقالوا : لسنا كقريش الأغمار الذين لا يعرفون الناس ، فأنزل الله فيهم هذه الآية ، قاله قتادة ، وابن إسحاق . والثالث : أنها نزلت في عامة الكفار . وفي الغلبة هنا قولان : أحدهما : بالقهر والاستيلاء ، إن قيل إنها خاصة . والثاني : بظهور الحجة ، إن قيل إنها عامة . وفي { وَبِئْسَ الْمِهَادُ } قولان : أحدهما : بئس ما مهدوا لأنفسهم ، قاله مجاهد . والثاني : معناه بئس القرار ، قاله الحسن . وفي بئس وجهان : أحدهما : أنه مأخوذ من البأس ، وهو الشدة . والثاني : أنه مأخوذ من البأساء وهو الشر . قوله عز وجل : { قَدْ كَانَ لَكُمْ ءَايَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ } يعني المؤمنين من أهل بدر . { وَأُخْرَى كَافِرَةٌ } يعني مشركي قريش . { يَرَونَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ } وفي مثليهم قولان : أحدهما : أنهم مثلان زائدان على العدد المُتَحَقِّق ، فيصير العدد ثلاثة أمثال ، قاله الفراء . والثاني : هو المزيد في الرؤية ، قاله الزجاج . اختلفوا في المخاطب بهذه الرؤية على قولين : أحدهما : أنها الفئة المؤمنة التي تقاتل في سبيل الله ، بأن أراهم الله مشركي قريش يوم بدر مثلي عدد أنفسهم ، لأن عدة المسلمين كانوا ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً ، وعدة المشركين في رواية عليٍّ وابن مسعود ألف ، وفي رواية عروة ، وقتادة ، والربيع ما بين تسعمائة إلى ألف ، فقلَّلهم الله في أعينهم تقوية لنفوسهم ، قاله ابن مسعود ، والحسن . والثاني : أن الفئة التي أراها الله ذلك هي الفئة الكافرة ، أراهم الله المسلمين مثلي عددهم مكثراً لهم ، لتضعف به قلوبهم . والآية في الفئتين هي تقليل الكثير في أعين المسلمين ، وتكثير القليل في أعين المشركين ، وما تقدم من الوعد بالغلبة ، فتحقق ، قتلاً ، وأسراً ، وسبياً . { وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ } يعني من أهل طاعته . وفي التأييد وجهان : أحدهما : أنه المعونة . والثاني : القوة . { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُولِي الأبْصَارِ } فيه وجهان : أحدهما : أن في نصرة الله لرسوله يوم بدر مع قلة أصحابه عبرة لذوي البصائر والعقول . والثاني : أن فيما أبصره المشركون من كثرة المسلمين مع قلتهم عبرة لذوي الأعين والبصائر .