Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 48-54)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { فَلَمَّا أَحَسَّ عَيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ : مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : يعني من أنصاري مع الله . والثاني : معناه من أنصاري في السبيل إلى الله ، وهذا قول الحسن . والثالث : معناه من ينصرني إلى نصر الله . وواحد الأنصار نصير . { قَالَ الْحَوَارِيُّونَ : نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ } اخْتُلِف في تسميتهم بالحواريين على ثلاثة أقاويل : أحدها : انهم سُمُّوا بذلك لبياض ثيابهم ، وهذا قول سعيد بن جبير . والثاني : أنهم كانوا قَصَّارين يبيضون الثياب ، وهذا قول ابن أبي نجيح . والثالث : أنهم خاصة الأنبياء ، سموا بذلك لنقاء قلوبهم ، وهذا قول قتادة ، والضحاك . وأصل الحواري : الحَوَر وهو شدة البياض ، ومنه الحواري من الطعام لشدة بياضه ، والحَوَر نقاء بياض العين . واختلفوا في سبب استنصار المسيح بالحواريين على ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه استنصر بهم طلباً للحماية من الكفار الذين أرادوا قتله حين أظهر دعوته ، وهذا قول الحسن ، ومجاهد . والثاني : أنه استنصر بهم ليتمكن من إقامة الحجة وإظهار الحق . والثالث : لتمييز المؤمن الموافق من الكافر المخالف . قوله تعالى : { … فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ } فيه قولان : أحدهما : يعني صِلْ ما بيننا وبينهم بالإخلاص على التقوى . والثاني : أثْبِتْ أسماءنا مع أسمائهم لننال ما نالوا من الكرامة . قوله تعالى : { وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ واللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } فيه قولان : أحدهما : أنهم مكروا بالمسيح عليه السلام بالحيلة عليه في قتله ، ومكر الله في ردهم بالخيبة لإلقاء شبه المسيح على غيره ، وهو قول السدي . والثاني : مكروا بإضمار الكفر ، ومكر الله بمجازاتهم بالعقوبة ، وإنما جاز قوله : { وَمَكَرَ اللَّهُ } على مزواجة الكلام وإن خرج عن حكمه ، نحو قوله : { فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ } [ البقرة : 194 ] وليس الثاني اعتداءً ، وأصل المكر : الالتفاف ، ولذلك سمي الشجر الملتف مكراً ، والمكر هو الاحتيال على الإنسان لالتفاف المكروه به . والفرق بين المكر والحيلة أن الحيلة قد تكون لإظهار ما يعسر من غير قصد إلى الإضرار ، والمكر : التوصل إلى إيقاع المكروه به .