Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 69-74)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { يَأَهل الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ } فيه ثلاثة تأويلات : أحدها : وأنتم تشهدون بما يدل على صحتها من كتابكم الذي فيه البشارة بها ، وهذا قول قتادة ، والربيع ، والسدي . والثاني : وأنتم تشهدون بمثلها من آيات الأنبياء التي تقرون بها . والثالث : وأنتم تشهدون بما عليكم فيه الحجة . قوله تعالى : { يَأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ } فيه تأويلان : أحدهما : تحريف التوارة والإنجيل ، وهذا قول الحسن ، وابن زيد . والثاني : الدعاء إلى إظهار الإسلام في أول النهار والرجوع عنه في آخره قصداً لتشكيك الناس فيه ، وهذا قول ابن عباس ، وقتادة . والثالث : الإيمان بموسى وعيسى والكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم . { وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ } يعني ما وجدوه عندهم من صفة محمد صلى الله عليه وسلم ، والبشارة به في كتبهم عناداً من علمائهم . { وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ } يعني الحق بما عرفتموه من كتبكم . قوله تعالى : { وَلاَ تُؤْمِنُوا إِلاَّ لِمَن تَبعَ دِينَكُمْ } فيه قولان : أحدهما : معناه لا تصدقوا إلا لمن تبع دينكم . والثاني : لا تعترفوا بالحق إلا لمن تبع دينكم . واخْتُلِفَ في تأويل ذلك على قولين : أحدهما : أنهم كافة اليهود ، قال ذلك بعضهم لبعض ، وهذا قول السدي ، وابن زيد . والثاني : أنهم يهود خبير قالوا ذلك ليهود المدينة ، وهذا قول الحسن . واختلف في سبب نهيهم أن يؤمنوا إلا لِمَنْ تَبعَ دينهم على قولين : أحدهما : أنهم نُهُوا عن ذلك لِئَلاً يكون طريقاً لعبدة الأوثان إلى تصديقه ، وهذا قول الزجاج . والثاني : أنهم نُهُوا عن ذلك لِئَلاَّ يعترفوا به فيلزمهم العمل بدينه لإقرارهم بصحته . { قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَن يُؤْتَى أَحَدٌ مِّثْلَ مَآ أُوتِيتُمْ } فيه قولان : أحدهما : أن في الكلام حذفاً ، وتقديره : قل إن الهدى هدى الله ألاَّ يُؤْتَى أحدٌ مثل ما أوتيتم أُّيها المسلمون ، ثم حذف " لا " من الكلام لدليل الخطاب عليها مثل قوله تعالى : { يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّوا } [ النساء : 176 ] أي لا تضلوا ، وهذا معنى قول السدى ، وابن جريج . والثاني : أن معنى الكلام : قل إن الهدى هدى الله فلا تجحدوا أن يُؤْتى أحد مثل ما أوتيتم . { أَوْ يُحَآجُّوكُم عِندَ رَبِّكُم } فيه قولان : أحدهما : يعني ولا تؤمنوا أن يُحَاجّوكم عند ربكم لأنه لا حجة لهم ، وهذا قول الحسن ، وقتادة . والثاني : إن معناه حتى يُحَاجُّوكم عند ربكم ، على طريق التبعيد ، كما يقال : لا تلقاه أو تقوم الساعة ، وهذا قول الكسائي ، والفراء . قوله تعالى : { يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ } فيه قولان : أحدهما : أنها النبوة ، وهو قول الحسن ، ومجاهد ، والربيع . والثاني : القرآن والإسلام ، وهذا قول ابن جريج . واختلفوا في النبوة هل تكون جزاءً على عمل ؟ على قولين : أحدهما : أنها جزاء عن استحقاق . والثاني : أنها تفضل لأنه قال : { يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ } .