Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 32, Ayat: 7-9)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ } فيه خمسة تأويلات : أحدها : أنه جعل كل شيء خلقه حسناً حتى جعل الكلب في خلقه حسناً ، قاله ابن عباس . الثاني : أحكم كل شيء خلقه حتى أتقنه ، قاله مجاهد . الثالث : أحسن إلى كل شيء خلق فكان خلقه له إحساناً ، قاله علي بن عيسى . الرابع : ألهم ما خلقه ما يحتاجون إليه حتى علموه من قولهم فلان يحسن كذا أي يعلمه . الخامس : أعطى كل شيء خلقه ما يحتاج إليه ثم هداه إليه ، رواه حميد بن قيس . ويحتمل سادساً : أنه عرف كل شيء خلقه وأحسنه من غير تعلم ولا سبق مثال حتى ظهرت فيه القدرة وبانت فيه الحكمة . { وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِن طِينٍ } يعني آدم ، روى عون عن أبي زهير عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم : أن الله عز وجل خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنوه على ألوان الأرض منهم الأبيض والأحمر وبين ذلك والسهل والحزن والخبيث والطيب وبين ذلك . { ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ } أي ذريته { مِن سُلاَلَةٍ } لاِنسِلاَلِهِ من صلبه { مِن مَّآءٍ مَّهِينٍ } قال مجاهد ضعيف . قوله تعالى : { ثُمَّ سَوَّاهُ } فيه وجهان : أحدهما : سوى خلقه في الرحم . الثاني : سوى خلقه كيف يشاء . { وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ } فيه أربعة أوجه : أحدها : من قدرته ، قاله أبو روق . الثاني : من ذريته ، قاله قتادة . الثالث : من أمره أن يكون فكان ، قاله الضحاك . الرابع : روحاً من روحه أي من خلقه وأضافه إلى نفسه لأنه من فعله وعبر عنه بالنفخ لأن الروح من جنس الريح . { وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ } يعني القلوب وسمى القلب فؤاداً لأنه ينبوع الحرارة الغريزية مأخوذ من المفتأد وهو موضع النار ، وخصص الأسماع والأبصار والأفئدة بالذكر لأنها موضع الأفكار والاعتبار .