Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 9-10)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ } قال ابن عباس يعني يوم الأحزاب حين أنعم الله عليهم بالصبر ثُم بالنصر . { إِذْ جَآءَتْكُم جُنُودٌ } قال مجاهد : جنود الأحزاب أبو سفيان وعيينة بن حصين وطلحة بن خويلد وأبو الأعور السلمي وبنو قريظة . { فَأرْسَلْنَا عَلَيِهِمْ رِيحاً } قال مجاهد : هي الصَّبا أرسلت على الأحزاب يوم الخندق حتى كفأت قدورهم ونزعت فساطيطهم وروى ابن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نُصِرْتُ بِالصّبَا وأُهْلِكَت عَادٌ بِالدَّبُورِ " وكان من دعائه يوم الأحزاب " اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَورَتَنَا وَآمِن رَوْعَتَنَا " فضرب الله وجوه أعدائه بريح الصَبا . { وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا } قال مجاهد وقتادة : هم الملائكة . وفي ما كان منهم أربعة أقاويل : أحدها : تفريق كلمة المشركين وإقعاد بعضهم عن بعض . الثاني : إيقاع الرعب في قلوبهم ، حكاه ابن شجرة . الثالث : تقوية نفوس المسلمين من غير أن يقاتلوا معهم وأنها كانت نصرتهم بالزجر حتى جاوزت بهم مسيرة ثلاثة أيام فقال طلحة بن خويلد : إن محمداً قد بدأكم بالسحر فالنجاة النجاة . { وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً } يعني من حفر الخندق والتحرز من العدو . قوله تعالى : { إِذْ جَآءُوكُمْ مِّن فَوْقِكُمْ } يعني من فوق الوادي وهو أعلاه من قبل المشرق ، جاء منه عوف بن مالك في بني نضر ، وعيينة بن حصين في أهل نجد ، وطلحة بن خويلد الأسدي في بني أسد . { وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ } يعني من بطن الوادي من قبل المغرب أسفل أي تحتاً من النبي صلى الله عليه وسلم ، جاء منه أبو سفيان بن حرب على أهل مكة ، ويزيد بن جحش على قريش ، وجاء أبو الأعور السلمي ومعه حيي بن أخطب اليهودي في يهود بني قريظة مع عامر بن الطفيل من وجه الخندق . { وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ } فيه وجهان : أحدهما : شخصت . الثاني : مالت : { وَبَلَغَتِ الْقُلُوبِ الْحَنَاجِرَ } أي زالت عن أماكنها حتى بلغت القلوب الحناجر وهي الحلاقيم واحدها حنجرة . وقيل إنه مثل مضروب في شدة الخوف ببلوغ القلوب الحناجر وإن لم تزل عن أماكنها مع بقاء الحياة . وروي عن ابي سعيد الخدري أنه قال يوم الخندق : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تأمر بشيء تقوله فقد بلغت القلوب الحناجر فقال : " نعم قُولُواْ : اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَتَنَا وَآمِنْ رَوْعَتَنَا " قال : فضرب الله وجوه أعدائه بالريح فهزموا بها . { وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا } فيه وجهان : أحدهما : فيما وعدوا به من نصر ، قاله السدي . الثاني : أنه اختلاف ظنونهم فظن المنافقون أن محمداً وأصحابه يُستأصلون وأيقن المؤمنون أن ما وعدهم الله ورسوله حق وأنه سيظهره على الدين كله ولو كره المشركون ، قاله الحسن .