Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 34, Ayat: 34-39)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { وَمَآ أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ } يعني من نبي ينذرهم بعذاب الله . { إلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا } فيهم ثلاثة تأويلات : أحدها : يعني جبابرتها ، قاله ابن جريج . الثاني : أغنياؤها ، قاله يحيى بن سلام . الثالث : ذوو النعم والبطر ، قاله ابن عيسى . قوله عز وجل : { نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالاً وأَوْلاَداً } قالوا ذلك للأنبياء والفقراء ويحتمل قولهم ذلك وجهين : أحدهما : أنهم بالغنى والثروة أحق بالنبوة . الثاني : أنهم أولى بما أنعم الله عليهم من الغنى أن يكونوا على طاعة . { وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ } يحتمل وجهين : أحدهما : أي ما عذبنا بما أنتم فيه من الفقر . الثاني : أي ما أنعم الله علينا بهذه النعمة وهو يريد عذابنا ، فرد الله تعالى عليهم ما احتجوا من الغنى فقال لنبيه صلى الله عليه وسلم . { قُلْ إنَّ رَبِّي يُبْسُطُ الرّزْقَ لِمَن يَشَآءُ } أي يوسعه . { وَيَقْدِرُ } فيه ثلاثة تأويلات : أحدها : أن يقترعليه ، قال الحسن يبسط لهذا مكراً به ، ويقدر لهذا نظراً له . الثاني : بنظره له ، رواه حصين بن أبي الجميل . الثالث : بخير له ، رواه حارث بن السائب . { وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } أن الله يوسع على من يشاء ويقتر على من يشاء . قوله عز وجل : { وَمَآ أَمْوَالُكُمْ وَلآ أَوْلاَدُكُمْ بالتَّي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى } قال مجاهد : أي قربى والزلفة القربة ، ويحتمل وجهين : أحدهما : أن أموالكم في الدنيا لا تدفع عنكم عذاب الآخرة . الثاني : أن إنعامنا بها عليكم في الدنيا لا يقتضي إنعامنا عليكم بالجنة في الآخرة . { إلاَّ مَنْ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً } روى ليث عن طاووس أنه كان يقول اللهم ارزقني الإيمان والعمل ، وجنبني المال والولد ، فإني سمعت فيما أوحيْتَ { وَمَآ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ بَالَّتِي تُقَرِّبْكْمُ عِندَنَا زُلْفَى إلاَّ مَنْ ءَامَنَ وَعَمِلَ صالِحاً } . { فَأُوْلئِكَ لَهُمْ جَزَآءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُواْ } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه أضعاف الحسنة بعشر أمثالها ، وأضعاف الدرهم بسبعمائة ، قاله ابن زيد . الثاني : أن المؤمن إذا كان غنياً تقياً آتاه الله أجره مرتين بهذه الآية ، قاله محمد بن كعب . الثالث : يعني فله جزاء مثل عمله لأن الضعف هو المثل ويقتضي ذلك المضاعفة ، قاله بعض المتأخرين . { وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ ءَامِنُونَ } يعني غرفات الجنة . { ءَامِنُونَ } فيه أربعة أقاويل : أحدها : آمنون من النار ، قاله يحيى ابن سلام . الثاني : من انقطاع النعم ، قاله النقاش . الثالث : من الموت ، قاله مقاتل . الرابع : من الأحزان والأسقام . قوله عز وجل : { وَمآ أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ } فيه ثلاثة تأويلات : أحدها : فهو يخلفه إن شاء إذا رأى ذلك صلاحاً كإجابة الدعاء ، قاله ابن عيسى . الثاني : يخلفه بالأجر في الآخرة إذا أنفقه في طاعة ، قاله السدي . الثالث : معناه فهو أخلفه لأنه نفقته من خلف الله ورزقه ، قاله سفيان بن الحسين . ويحتمل رابعاً : فهو يعني عنه .