Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 37-40)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { وآيةٌ لهم الليل نسلخ منه النهار } أي نخرج منه النهار يعني ضوءه ، مأخوذ من سلخ الشاة إذا خرجت من جلدها . { فإذا هم مظلمون } أي في ظلمة لأن ضوء النهار يتداخل في الهواء فيضىء ، فإذا خرج منه أظلم . { والشمس تجري لمستقر لها } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : يعني لانتهاء أمرها عند انقضاء الدنيا ، حكاه ابن عيسى . الثاني : لوقت واحد لا تعدوه ، قاله قتادة . الثالث : أي أبعد منازلها في الغروب ، ثم ترجع إلى أدنى منازلها ، قاله الكلبي . وروى عكرمة عن ابن عباس أنه كان يقرأها : والشمس تجري لا مستقر لها . وتأويل هذه القراءة أنها تجري في الليل والنهار ولا وقوف لها ولا قرار . وقوله عز وجل : { والقمر قدرناه منازل } فيه وجهان : أحدهما : جعله في كل ليلة على مقر له ، يزيد في كل ليلة من أول الشهر حتى يستكمل ثم ينقص بعد استكماله حتى يعود كما بدأ ، وهو محتمل . الثاني : أنه يطلع كل ليلة في منزل حتى يستكمل جميع المنازل في كل شهر ، ولذلك جعل بعض الحساب السنة الشمسية ثلاثة عشر شهراً قمرياً . { حتى عَادَ كالعرجون القديم } فيه قولان : أحدهما : أنه العذق اليابس إذا استقوس ، وهو معنى قول ابن عباس ، ومنه قول أعشى قيس : @ شرق المسك والعبير بها فهي صفراء كعرجون القمر @@ الثاني : أنه النخل إذا انحنى مائلاً ، قاله الحسن . { لا الشمس ينبغي لها أن تُدْرِك القَمر } فيه خمسة تأويلات : أحدها : أي لا يشبه ضوء أحدهما ضوء الآخر ، قاله مجاهد . الثاني : لا يجتمع ضوء أحدهما مع ضوء الآخر ، لأن ضوء القمر ليلاً وضوء الشمس نهاراً ، فإذا جاء سلطان أحدهما ذهب سلطان الآخر ، قاله قتادة . الثالث : معناه أنهما إذا اجتمعا في السماء كان أحدهما بين يدي الآخر في منازل لا يشتركان فيها ، قاله ابن عباس . الرابع : أنهما لا يجتمعان في السماء ليلة الهلال خاصة ، قاله الحسن . الخامس : أنه لا تدرك الشمس القمر ليلة البدر خاصة لأنه يبادر بالمغيب قبل طلوعها ، حكاه يحيى بن سلام . { ولا الليلُ سابق النهار } فيه وجهان : أحدهما : يعني أنه لا يتقدم الليل قبل استكمال النهار وهو معنى قول يحيى بن سلام . الثاني : أنه لا يأتي ليل بعد ليل متصل حتى يكون بينهما نهار منفصل ، وهو معنى قول عكرمة . ومن الناس من يجعل هذا دليلاً على أن أول الشهر النهار دون الليل ، لأنه إذا لم يسبق الليل النهار واستحال اجتماعهما وجب أن يكون النهار سابقاً . وهذا قول يدفعه الشرع ويمنع منه الإجماع . { وكلٌّ في فلك يسْبَحون } قال الحسن : الشمس والقمر والنجوم في فلك بين السماء والأرض غير ملتصقة بالسماء ، ولو كانت ملتصقة ما جرت . وفي قوله تعالى : { يسبحون } ثلاثة أقاويل : أحدها : يجرون ، قاله ابن عباس . الثاني : يدورون كما يدور المغزل في الفلكة ، قاله عكرمة ومجاهد . الثالث : يعملون ، قاله الضحاك .