Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 27-33)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { إذ عُرِض عليه بالعشي الصافنات الجياد } الخيل وفيه وجهان : أحدهما : أن صفونها قيامها ومنه ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من سره أن يقوم الرجال له صفوفاً فليتبوأ مقعده من النار " أي يديمون له القيام حكاه قطرب وأنشد قول النابغة : @ لنا قبة مضروبة بفنائها عتاق المهاري والجياد الصوافن @@ الثاني : أن صفونها رفع احدى اليدين على طرف الحافر حتى تقوم على ثلاث كما قال الشاعر : @ ألف الصفون فما يزل كأنه مما يقوم على الثلاث كسيرا @@ وفي { الجياد } وجهان : أحدهما : أنها الطوال العناق مأخوذ من الجيد وهو العنق لأن طول أعناق الخيل من صفات فراهتها . الثاني : أنها السريع ، قاله مجاهد واحدها جواد سمي بذلك لأنه يجود بالركض . قوله عز وجل : { فَقَالَ إِني أحببت حُبَّ الخَيْرِ } فيه ثلاثة تأويلات : أحدها : يعني حب المال ، قاله ابن جبير والضحاك . الثاني : حب الخيل قاله قتادة والسدي . ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم " الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة " وفي قراءة ابن مسعود : حب الخيل . الثالث : حب الدنيا ، قاله أسباط . وفي { أحببت حب الخير } وجهان : أحدهما : أن فيه تقديماً وتأخيراً تقديره : أحببت الخير حباً فقدم ، فقال : أحببت حب الخير ثم أضاف فقال أحب الخير ، قاله بعض النحويين . الثاني : أن الكلام على الولاء في نظمه من غير تقديم ولا تأخير ، وتأويله : آثرت حب الخير . { عَن ذِكر ربي } فيه وجهان : أحدهما : عن صلاة العصر ، قاله علي رضي الله عنه . الثاني : عن ذكر الله تعالى ، قاله ابن عباس . وروى الحارث عن علي كرم الله وجهه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة الوسطى فقال : " هي صلاة العصر التي فرط فيها نبي الله سليمان عليه السلام " . { حتى توارت بالحجاب } فيه قولان : أحدهما : حت توارت الشمس بالحجاب ، والحجاب جبل أخضر محيط بالخلائق ، قاله قتادة وكعب . الثاني : توارت الخيل بالحجاب أي شغلت بذكر ربها إلى تلك الحال ، حكاه ابن عيسى . والحجاب الليل يسمى حجاباً لأنه يستر ما فيه . قوله عز وجل : { رُدُّوها عليَّ } يعني الخيل لأنها عرضت عليه فكانت تجري بين يديه فلا يستبين منها شيء لسرعتها وهو اللهم أغضَّ بصري ، حتى غابت الحجاب ثم قال ردوها عليّ . { فطفق مسحاً بالسوق والأعناق } فيه قولان : أحدهما : أنه من شدة حبه لها مسح عراقيبها وأعناقها ، قاله ابن عباس . الثاني : أنه لما رآها قد شغلته عن الصلاة ضرب عراقيبها وأعناقها ، قاله الحسن وقتادة . ولم يكن ما اشتغل عنه من الصلاة فرضاً بل كان نفلاً لأن ترك الفرض عمداً فسق ، وفعل ذلك تأديباً لنفسه . والخيل مأكولة اللحم فلم يكن ذلك منه إتلافاً يأثم به . قال الكلبي : كانت ألف فرس فعرقب تسعمائة وبقي منها مائة . فما في أيدي الناس من الخيل العتاق من نسل تلك المائة .