Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 39, Ayat: 73-74)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { سلام عليكم طبتم } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : طبتم بطاعة الله قاله مجاهد . الثاني : طبتم بالعمل الصالح ، قاله النقاش . الثالث : ما حكاه مقاتل أن على باب الجنة شجرة ينبع من ساقها عينان يشرب المؤمنون من إحداهما فتطهر أجوافهم فذلك قوله { وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً } [ الإنسان : 21 ] ثم يغتسلون من الأخرى فتطيب أبشارهم ، فعندها يقول لهم خزنتها : { سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين } فإذا دخلوها قالوا { الحمد لله الذي صدقنا وعده } . وفي معنى طبتم ثلاثة أوجه : أحدها : نعمتم ، قاله الضحاك . الثاني : كرمتم ، قاله ثعلب . الثالث : زكوتم ، قاله الفراء وابن عيسى . { وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده } وعده في الدنيا بما نزل به القرآن ، وفيه وجهان : أحدهما : أنه وعده بالجنة في الآخرة ثواباً على الإيمان . الثاني : أنه وعده في الدنيا بظهور دينه على الأديان ، وفي الآخرة بالجزاء على الإيمان . { وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاءُ } وفي هذه الأرض قولان : أحدهما : أرض الجنة ، قاله أبو العالية وأبو صالح وقتادة والسدي وأكثر المفسرين . الثاني : أرض الدنيا . فإن قيل إنها أرض الجنة ففي تسميتها ميراثاً وجهان : أحدهما : لأنها صارت إليهم في آخر الأمر كالميراث . الثاني : لأنهم ورثوها من أهل النار ، وتكون هذه الأرض من جملة الجزاء والثواب ، والجنة في أرضها كالبلاد في أرض الدنيا لوقوع التشابه بينهما قضاء بالشاهد على الغائب . { نتبوأ من الجنة حيث نشآء } يعني منازلهم التي جوزوا بها ، لأنهم مصروفون عن إرادة غيرها . وفي تأويل قوله { حيث نشاء } وجهان : أحدهما : حيث نشاء من منزلة وعلو . الثاني : حيث نشاء من منازل ومنازه ، فإن قيل إنها أرض الدنيا فهي من النعم دون الجزاء . ويحتمل تأويله وجهين : أحدهما : أورثنا الأرض بجهادنا نتبوأ من الجنة حيث نشاء بثوابنا . الثاني : وأورثنا الأرض بطاعة أهلها لنا نتبوأ من الجنة حيث نشاء بطاعتنا له لأنهم أطاعوا فأطيعوا . { فنعم أجر العاملين } يحتمل وجهين : أحدهما : فنعم أجر العاملين في الدنيا الجنة في الآخرة . الثاني : فنعم أجر من أطاع أن يطاع .