Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 142-143)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ } معنى { يُخَادِعُونَ اللهَ } أي يخادعون نبي الله بما يظهرونه من الإيمان ويبطنونه من الكفر ، فصار خداعهم لرسول الله صلى الله عليهم خداعاً لله عز وجل . { وَهُوَ خَادِعُهُمْ } يعني الله تعالى ، وفيه ثلاثة أوجه : أحدها : يعني يعاقبهم على خداعهم ، فسمى الجزاء على الفعل باسمه . والثاني : أنه أمر فيهم بأمر المُخْتَدِع لهم بما أمر به من قبول إيمانهم وإن علم ما يبطنون من كفرهم . والثالث : ما يعطيهم في الآخرة من النور الذي يمشون به مع المؤمنين ، فإذا جاؤواْ إلى الصراط طفىء نورهم ، فتلك خديعة الله إياهم . { وَإِذَا قَاموا إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى } يحتمل قولين : أحدهما : متثاقلين . والثاني : مقصَّرين . { يُرَآؤُونَ النَّاسَ } يعني أنهم يقصدون بما يفعلونه من البر رياء الناس دون طاعة الله تعالى . { وَلاَ يَذْكُرُونَ اللهَ إِلاَّ قَلِيلاً } فيه قولان : أحدهما : الرياء ، لأنه لا يكون إلا ذِكراً حقيراً ، وهو قول قتادة . والثاني : يسيراً لاقتصاره على ما يظهر من التكبير دون ما يخفي من القراءة والتسبيح ، وإنما قّلَّ من أجل اعتقادهم لا من قلة ذكرهم . قال الحسن : لأنه كان لغير الله تعالى .