Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 17-18)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { إِنَّمَا التَّوبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ } اختلف في المراد بالجهالة على ثلاثة أقاويل : أحدها : أن كل ذنب أصابه الإِنسان فهو بجهالة ، وكل عاص عصى فهو جاهل ، وهو قول أبي العالية . والثاني : يريد يعملون ذلك عمداً ، والجهالة العمد ، وهو قول الضحاك ، ومجاهد . والثالث : الجهالة عمل السوء في الدنيا ، وهو قول عكرمة . { ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ } فيه ثلاثة تأويلات : أحدها : ثم يتوبون في صحتهم قبل موتهم ، وقبل مرضهم ، وهذا قول ابن عباس ، والسدي . والثاني : قبل معاينة مَلَكِ الموت ، وهو قول الضحاك ، وأبي مجلز . والثالث : قبل الموت ، قال عكرمة : الدنيا كلها قريب . وقد روى قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إِنَّ اللهَ يَقْبَلُ تَوبَةَ الْعَبْد ما لَمْ يُغَرْغِرْ " . { وَلَيسَتِ التَّوبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوتُ } إلى قوله : { وَهُمْ كُفَّارٌ } فيه قولان : أحدهما : وهو قول الجمهور أنها نزلت في عُصَاةِ المسلمين . والثاني : أنها نزلت في المنافقين ، وهو قول الربيع . فَسَوّى بين مَن لَمْ يتب حتى مات ، وبين من تاب عند حضور الموت وهي [ حالة ] يعرفها مَنْ حَضَرها . ويحتمل أن يكون عند المعاينة في حال يعلم بها وإن منع من الإِخبار بها .