Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 51-56)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ } فيه وجهان : أحدهما : أن معنى نادى أي قال ، قاله أبو مالك . الثاني : أمر من نادى في قومه ، قاله ابن جريج . { قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ } فيه قولان : أحدهما : أنها الإسكندرية ، قاله مجاهد . الثاني : أنه ملك منها أربعين فرسخاً في مثلها ، حكاه النقاش . { وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : كانت جنات وأنهاراً تجري من تحت قصره ، قاله قتادة . وقيل من تحت سريره . الثاني : أنه أراد النيل يجري من تحتي أي أسفل مني . الثالث : أن معنى قوله : { وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي } أي القواد والجبابرة يسيرون تحت لوائي ، قاله الضحاك . ويحتمل رابعاً : أنه أراد بالأنهار الأموال ، وعبر عنها بالأنهار لكثرتها وظهورها وقوله { تَجْرِي مِن تَحْتِي } أي أفرقها على من يتبعني لأن الترغيب والقدرة في الأموال في الأنهار . { أَفَلاَ تُبْصِرُونَ } يحتمل وجهين : أحدهما : أفلا تبصرون إلى قوتي وضعف موسى ؟ . الثاني : قدرتي على نفعكم وعجز موسى . ثم صرح بحاله فقال { أَمْ أَنَاْ خَيْرٌ } قال السدي : بل أنا خير . { مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : أي ضعيف ، قاله قتادة . الثاني : حقير ، قاله سفيان . الثالث : لأنه كان يمتهن نفسه في حوائجه ، حكاه ابن عيسى . { وَلاَ يَكَادُ يُبِينُ } أي يفهم ، وفيه ثلاثة أوجه : أحدها : يعني أنه عيي اللسان ، قاله قتادة . الثاني : أَلثغ قاله ، الزجاج . الثالث : ثقيل اللسان لجمرة كان وضعها في فيه وهو صغير ، قاله سفيان . قوله عز وجل : { فَلَوْلاَ أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ } فيه وجهان : أحدهما : أنه قال ذلك لأنه كان عادة الوقت وزي أهل الشرف . الثاني : ليكون ذلك دليلاً على صدقه ، والأساورة جمع أسورة ، والأسورة جمع سوار . { أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلاَئِكَةُ مُقْتَرِنِينَ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : متتابعين ، قاله قتادة . الثاني : يقارن بعضهم بعضاً في المعونة ، قاله السدي . الثالث : مقترنين أي يمشون معاً ، قاله مجاهد . وفي مجيئهم معه قولان : أحدهما : ليكونوا معه أعواناً ، قاله مقاتل . الثاني : ليكونوا دليلاً على صدقه ، قاله الكلبي . وليس يلزم هذا لأن الإعجاز كاف ، وقد كان في الجائز أن يكذب مع مجيء الملائكة كما يكذب مع ظهور الآيات . وذكر فرعون الملائكة حكاية عن لفظ موسى لأنه لا يؤمن بالملائكة من لا يعرف خالقهم . قوله عز وجل : { فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ } فيه أربعة أوجه : أحدها : استفزهم بالقول فأطاعوه على التكذيب ، قاله ابن زياد . الثاني : حركهم بالرغبة فخفوا معه في الإجابة ، وهو معنى قول الفراء . الثالث : استجهلهم فأظهروا طاعة جهلهم ، وهو معنى قول الكلبي . الرابع : دعاهم إلى باطله فخفوا في إجابته ، قاله ابن عيسى . قوله عز وجل : { فَلَمَّا ءَاسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ } فيه وجهان : أحدهما : أغضبونا ، رواه الضحاك عن ابن عباس . الثاني : أسخطونا ، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس . ومعناهما مختلف ، والفرق بينهما أن السخط إظهار الكراهة ، والغضب إرادة الانتقام . والأسف هو الأسى على فائت . وفيه وجهان : أحدهما : أنه لما جعل هنا في موضع الغضب صح أن يضاف إلى الله لأنه قد يغضب على من عصاه . الثاني : أن الأسف راجع إلى الأنبياء لأن الله تعالى لا يفوته شيء ، ويكون تقديره : فلما آسفوا رسلنا انتقمنا منهم . قوله عز وجل : { فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً } قرأ حمزة والكسائي بضم السين واللام ، وفيه تأويلان : أحدهما : أهواء مختلفة ، قاله ابن عباس . الثاني : جمع سلف أي جميع من قد مضى من الناس ، قاله ابن عيسى . وقرأ الباقون بفتح السين واللام ، أي متقدمين ، وفيه ثلاثة أوجه : أحدها ، سلفاً في النار ، قاله قتادة . الثاني : سلفاً لكفار أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، قاله مجاهد . الثالث : سلفاً لمثل من عمل مثل عملهم ، قاله أبو مجلز . { وَمَثَلاً لِّلآخِرينَ } فيه وجهان : أحدهما : عظة لغيرهم ، قاله قتادة . الثاني : عبرة لمن بعدهم ، قاله مجاهد .