Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 66-73)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ } فيه قولان : أحدهما : أنهم أعداء في الدنيا ، لأن كل واحد منهم زين للآخر ما يوبقه ، وهو معنى قول مجاهد . الثاني : أنهم أعداء في الآخرة مع ما كان بينهم من التواصل في الدنيا لما رأوا سوء العاقبة فيها بالمقارنة ، وهو معنى قول قتادة . وحكى النقاش أن هذه الآية نزلت في أمية بن خلف الجمحي ، وعقبة بن أبي معيط كانا خليلين . وكان عقبة يجالس النبي صلى الله عليه وسلم فقالت قريش قد صبأ عقبة بن أبي معيط وقال له أمية : وجهي من وجهك حرام إن لقيت محمداً ولم تتفل في وجهه ففعل عقبة ذلك فنذر النبي صلى الله عليه وسلم قتله ، فقتله يوم بدر صبراً ، وقتل أمية في المعركة ، وفيهما نزلت هذه الآية . قوله عز وجل : { أَنتُمْ وأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : هم وأزواجهم المؤمنات في الدنيا . الثاني : ومن يزوجون من الحور في الآخرة . الثالث : هم وقرناؤهم في الدنيا . وفي { تُحْبَرُونَ } ستة تأويلات : أحدها : تكرمون ، قاله ابن عباس ، والكرامة في المنزلة . الثاني : تفرحون ، قاله الحسن ، والفرح في القلب . الثالث : تتنعمون ، قاله قتادة ، والنعيم في البدن . الرابع : تسرّون ، قاله مجاهد ، والسرور في العين . الخامس : تعجبون ، قاله ابن أبي نجيح ، والعجب ها هنا درك ما يستطرف . السادس : أنه التلذذ بالسماع ، قاله يحيى بن أبي كثير . قوله عز وجل : { … وَأَكْوَابٍ } فيها خمسة أقاويل : أحدها : أنه الآنية المدورة الأفواه ، قاله مجاهد . الثاني : أنها ليست لها آذن ، قاله السدي . الثالث : أن الكوب : المدور القصير العنق القصير العروة ، والإبريق : الطويل العنق الطويل العروة ، قاله قتادة . الرابع : أنها الأباريق التي لا خراطيم لها ، قاله الأخفش . الخامس : أنها الأباريق التي ليس لها عروة ، قاله قطرب . قوله عز وجل : { وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنْفُسُ وَتَلَذُ الأَعْيُنُ } قرأ نافع ، وابن عامر ، وعاصم في رواية حفص { تَشْتَهِيهِ } . ويحتمل وجهين : أحدهما : ما تشتهي الأنفس ما تتمناه ، وما تلذ الأعين هو ما رآه فاشتهاه . الثاني : ما تشتهيه الأنفس هو ما كان طيب المخبر ، وما تلذ الأعين ما كان حسن المنظر .