Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 44, Ayat: 1-8)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ } يعني والقرآن المبين ، فأقسم به ، وفي قسمه بـ { حم } وجهان من اختلافهم في تأويله . { إِنَّآ أَنزَلْنَاهُ } يعني القرآن أنزله الله من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا . { فِي لَيلَةِ مُّبَارَكَةٍ } فيها قولان : أحدهما : أنها ليلة النصف من شعبان ؛ قاله عكرمة . الثاني : أنها ليلة القدر . روى قتادة عن وائلة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " نَزَلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ في أَوَّلِ لَيلَةٍ مِن رَمَضَانَ ، وَأُنزِلَت التَّوْرَاةُ لِسِتٍ مَضَيْنَ مِن رَمَضَانَ وَأُنزِلَ الزَّبُورُ لاثْنَتَي عَشْرَةَ مَضَتْ مِن رَمَضَانَ ، وَأُنزِلَ الإِنْجِيلُ لِثَمَانِيَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِن رَمَضَانَ . وَأُنزِلَ القْرآنُ لأَرْبعٍ وَعشرِينَ مِن رَمَضَانَ " وفي تسميتها مباركة وجهان : أحدهما : لما ينزل فيها من الرحمة . الثاني : لما يجاب فيها من الدعاء . { إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ } بالقرآن من النار . ويحتمل : ثالثاً : منذرين بالرسل من الضلال . { فِيهَا } في هذه الليلة المباركة . { يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ } وفي يفرق أربعة أوجه : أحدها : يقضى ، قاله الضحاك . الثاني : يكتب ، قاله ابن عباس . الثالث : ينزل ، قاله ابن زيد . الرابع : يخرج ، قاله ابن سنان . وفي تأويل { كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ } أربعة أوجه : أحدها : الآجال والأرزاق والسعادة والشقاء من السنة إلى السنة ، قاله ابن عباس . الثاني : كل ما يقضى من السنة إلى السنة ، إلا الشقاوة والسعادة فإنه في أم الكتاب لا يغير ولا يبدل ، قاله ابن عمر . الثالث : كل ما يقضى من السنة إلى السنة إلا الحياة والموت ، قاله مجاهد . الرابع : بركات عمله من انطلاق الألسن بمدحه ، وامتلاء القلوب من هيبته ، قاله بعض أصحاب الخواطر . الحكيم هنا هو المحكم . وليلة القدر باقية ما بقي الدهر ، وهي في شهر رمضان في العشر الأواخر منه . ولا وجه لقول من قال إنها رفعت بموت النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا لقول من جوزها في جميع السنة لأن الخبر والأثر والعيان يدفعه . واختلف في محلها من العشر الأواخر من رمضان على أقاويل ذكرها في سورة القدر أولى . قوله عز وجل : { أَمْراً مِنْ عِندِنَا } فيه قولان : أحدهما : أن الأمر هو القرآن أنزله الله من عنده ، حكاه النقاش . الثاني : أنه ما قضاه الله في الليلة المباركة من أحوال عباده , قاله ابن عيسى . ويحتمل : ثالثاً : أنه إرسال محمد صلى الله عليه وسلم نبياً . { إنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : مرسلين الرسل للإنذار . الثاني : منزلين ما قضيناه على العباد . الثالث : مرسلين رحمة من ربك . وفي { رَحْمَةً مِّن رِّبِّكَ } هنا وجهان : أحدهما : أنها نعمة الله ببعثة رسوله صلى الله عليه وسلم . الثاني : أنها رأفته بهداية من آمن به . { إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ } لقولهم { الْعَلِيمُ } بفعلهم .