Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 47, Ayat: 20-23)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { وَيَقُولُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ لَوْلاَ نُزَّلِتْ سُورَةٌ } كان المؤمنون إذا تأخر نزول القرآن اشتاقوا إليه وتمنوه ليعلموا أوامر الله وتعبده لهم . { فَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ } وفي قراءة ابن مسعود : فإذا أنزلت سورة محدثة { وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ } . في السورة المحكمة قولان : أحدهما : أنها التي يذكر فيها الحلال والحرام ، قاله ابن زياد النقاش . الثاني : أنها التي يذكر فيها القتال : وهي أشد القرآن على المنافقين ، قاله قتادة . ويحتمل : ثالثاً : أنها التي تضمنت نصوصاً لم يتعقبها ناسخ ولم يختلف فيها تأويل : { رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ } هم المنافقون ، لأن قلوبهم كالمريضة بالشك . فإذا أنزلت السورة المحكمة سر بها المؤمنون وسارعوا إلى العمل بما فيها ، واغتم المنافقون ونظروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . { نَظَرَ الْمَغْشِّيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوتِ } غماً بها وفزعاً منها . { فَأَوْلَى لَهُمْ } فيه وجهان : أحدهما : أنه وعيد ، كأنه قال : العقاب أولى لهم ، قاله قتادة . الثاني : أولى لهم ، { طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ } من أن يجزعوا من فرض الجهاد عليهم ، قاله الحسن . وفيه وجه ثالث : أن قوله { طَاعَةٌ وَقُوْلٌ مَعْرُوفٌ } حكاية من الله عنهم قبل فرض الجهاد عليهم ، ذكره ابن عيسى . والطاعة هي الطاعة لله ورسوله في الأوامر والنواهي . وفي القول المعروف وجهان : أحدهما : هو الصدق والقبول . الثاني : الإجابة بالسمع والطاعة . { فَإِذَا عَزَمَ الأمْرُ } أي جد الأمر في القتال . { فَلَوْ صَدَقُواْ اللَّه } بأعمالهم { لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ } من نفاقهم . قوله عز وجل : { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِي الأرْضِ } فيه أربعة أوجه : أحدها : فهل عسيتم إن توليتم أمور الأمة أن تفسدوا في الأرض بالظلم ، قاله الكلبي . الثاني : فهل عسيتم إن توليتم الحكم فجعلتم حكاماً أن تفسدوا في الأرض بأخذ الرشا ، قاله أبو العالية . الثالث : فهل عسيتم إن توليتم عن كتاب الله أن تفسدوا في الأرض بسفك الدماء الحرام . { وَتُقَطِّعُواْ أَرْحَامَكُمْ } ، قاله قتادة . الرابع : فهل عسيتم إن توليتم عن الطاعة أن تفسدوا في الأرض بالمعاصي وقطع الأرحام ، قاله ابن جريج . وفي هذه الآية ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه عنى بها المنافقين وهو الظاهر . الثاني : قريشاً ، قاله أبو حيان . الثالث : أنها نزلت في الخوارج ، قاله بكر بن عبد الله المزني .