Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 47, Ayat: 4-9)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { فَإذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ } فيهم هنا قولان : أحدهما : أنهم عبدة الأوثان ، قاله ابن عباس . الثاني : كل من خالف دين الإسلام من مشرك أو كتابي إذا لم يكن صاحب عهد ولا ذمة . وفي قوله : { فَضَرْبَ الرِّقَابِ } وجهان : أحدهما : ضرب أعناقهم صبراً عند القدرة عليهم . الثاني : أنه قتلهم بالسلاح واليدين ، قاله السدي . { حَتَّى إِذَآ أَثخَنُتُموهُمْ فَشُدُّواْ الْوَثَاقَ } يعني بالإثخان الظفر ، وبشد الوثاق الأسر . { فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَآءً } في المَنِّ هنا قولان : أحدهما : أنه العفو والإطلاق كما من رسول الله صلى الله عليه على ثمامة بن أثال بعد أسره . الثاني : أنه العتق ، قاله مقاتل . فأما الفداء ففيه وجهان : أحدهما : أنه المفاداة على مال يؤخذ من أسير يطلق ، كما فادى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بدر كل أسير بأربعة آلاف درهم ، وفادى في بعض المواطن رجلاً برجلين . الثاني : أنه البيع ، قاله مقاتل . { حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا } فيه خمسة أوجه : أحدها : أن أوزار الحرب أثقالها ، والوزر الثقل ومنه وزير الملك لأنه يتحمل عنه الأثقال ، وأثقالها السلاح . الثاني : هو [ وضع ] سلاحهم بالهزيمة أو الموادعة ، قال الشاعر : @ وأعددت للحرب أوزارها رماحا طوالاً وخيلاً ذكوراً @@ الثالث : حتى تضع الحرب أوزار كفرهم بالإسلام ، قاله الفراء . الرابع : حتى يظهر الإسلام على الدين كله ، وهو قول الكلبي . الخامس : حتى ينزل عيسى ابن مريم ، قاله مجاهد . ثم في هذه الآية قولان : أحدهما : أنها منسوخة بقوله : { فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِم لَعَلَّهُمْ يَذَّكُرُونَ } [ الأنفال : 57 ] قاله قتادة . الثاني : أنها ثابتة الحكم ، وأن الإمام مخير في من أسره منهم بين أربعة أمور : أن يقتل لقوله تعالى : { فَضَرْبَ الرِّقَابِ } ، أو يسترق لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم استرق العقيلي ، أو يَمُنُّ كما مَنَّ على ثمامة ، أو يفادي بمال أو أَسرى ، فإذا أسلموا أسقط القتل عنهم وكان في الثلاثة الباقية ، على خياره ، وهذا قول الشافعي . { ذلِك وَلَوْ يَشَآءُ اللَّهُ لا نَتصَرَ مِنهُمْ } فيه وجهان : أحدهما : بالملائكة ، قاله الكلبي . الثاني : بغير قتال ، قاله الفراء . قوله عز وجل : { وَالَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ } قراءة أبي عمرو وحفص ، قال قتادة : هم قتلى أحد . وقرأ الباقون { قَاتَلُواْ } . { سَيَهْدِيهِمْ } فيه ثلاثة تأويلات : أحدها : يحق لهم الهداية ، قاله الحسن . الثاني : يهديهم إلى محاجة منكر ونكير في القبر ، قاله زياد . الثالث : يهديهم إلى طريق الجنة ، قاله ابن عيسى . قوله عز وجل : { وَيُدْخِلُهُمُ الجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ } فيه أربعة تأويلات : أحدها : عرفها بوصفها على ما يشوق إليها ، حكاه ابن عيسى . الثاني : عرفهم ما لهم فيها من الكرامة ، قاله مقاتل . الثالث : معنى عرفها أي طيبها بأنواع الملاذ ، مأخوذ من العرف وهي الرائحة الطيبة ، قاله بعض أهل اللغة . الرابع : عرفهم مساكنهم فيها حتى لا يسألون عنها ، قاله مجاهد . قال الحسن : وصف الجنة لهم في الدنيا فلما دخلوها عرفوها بصفتها . ويحتمل خامساً : أنه عرف أهل السماء انها لهم إظهاراً لكرامتهم فيها . قوله عز وجل : { يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِن تَنصُرواْ اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ } فيه وجهان : أحدهما : إن تنصروا دين الله ينصركم الله . الثاني : إن تنصروا نبي الله ينصركم الله ، قاله قطرب . { وَيُثَبِّتْ أَقْدَامكُمْ } يحتمل وجهين : أحدهما : ويثبت أقدامكم في نصره . الثاني : عند لقاء عدوه . ثم فيه وجهان : أحدهما : يعني تثبيت الأقدام بالنصر . الثاني : يريد تثبيت القلوب بالأمن . قوله عز وجل : { وَالَّذِينَ كَفَرُواْ فَتَعْساً لَّهُمْ } فيه تسعة تأويلات : أحدها : خزياً لهم ، قاله السدي . الثاني : شقاء لهم ، قاله ابن زيد . الثالث : شتماً لهم من الله ، قاله الحسن . الرابع : هلاكاً لهم ، قال ثعلب . الخامس : خيبة لهم ، قاله ابن زياد . السادس : قبحاً لهم ، حكاه النقاش . السابع : بعدائهم ، قاله ابن جريج . الثامن : رغماً لهم ، قاله الضحاك . التاسع : أن التعس الانحطاط والعثار ، حكاه ابن عيسى .