Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 48, Ayat: 25-26)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { هُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ } يعني قريشاً . { وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ } يعني منعوكم عن المسجد الحرام عام الحديبية حين أحرم النبي صلى الله علي وسلم مع أصحابه بعمرة . { وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : محبوساً . الثاني : واقفاً . الثالث : مجموعاً ، قاله أبو عمرو بن العلاء . { أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ } فيه قولان : أحدهما : منحره ، قاله الفراء . الثاني : الحرم ، قال الشافعي ، والمحِل بكسر الحاء هو غاية الشيء ، وبالفتح هو الموضع الذي يحله الناس ، وكان الهدي سبعين بدنة . { وَلَوْلاَ رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمْوهُمْ } أي لم تعلموا إيمانهم . { أَن تَطَئُوهُمْ } فيه قولان : أحدهما : أن تطئوهم بخيلكم وأرجلكم فتقتلوهم ، قاله ابن عباس . الثاني : لولا من في أصلاب الكفار وأرحام نسائهم من رجال مؤمنين ونساء مؤمنات لم يعلموهم أن يطئوا آباءهم فيهلك أبناؤهم ، قاله الضحاك . { فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ } فيها ستة أقاويل : أحدها : الإثم ، قاله ابن زيد . الثاني : غرم الدية ، قاله ابن إسحاق . الثالث : كفارة قتل الخطأ ، قاله الكلبي . الرابع : الشدة ، قاله قطرب . الخامس : العيب . السادس : الغم . قوله عز وجل : { لَوْ تَزَيَّلُواْ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : لو تميزوا ، قاله ابن قتيبة . الثاني : لو تفرقوا ، قاله الكلبي . الثالث : لو أزيلوا ، قاله الضحاك حتى لا يختلط بمشركي مكة مسلم . { لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَاباً ألِيماً } وهو القتل بالسيف لكن الله يدفع بالمؤمنين عن الكفار . قوله عز وجل : { إذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ } يعني قريشاً . وفي حمية الجاهلية قولان : أحدهما : العصبية لآلهتهم التي كانوا يعبدونها من دون الله ، والأنفة من أن يعبدوا غيرها ، قاله ابن بحر . الثاني : أنفتهم من الإقرار له بالرسالة والاستفتاح ببسم الله الرحمن الرحيم على عادته في الفاتحة ، ومنعهم له من دخول مكة ، قال الزهري . ويحتمل ثالثاً : هو الاقتداء بآبائهم ، وألا يخالفوا لهم عادة ، ولا يلتزموا لغيرهم طاعة كما أخبر الله عنهم { إِنَّا وَجَدْنَا أَبَاءنا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى ءَاثَارِهِم مُّقْتَدُونَ } [ الزخرف : 23 ] . { فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤمِنِينَ } يعني الصبر الذي صبروا والإجابة إلى ما سألوا ، والصلح الذي عقدوه حتى عاد إليهم في مثل ذلك الشهر من السنة الثانية قاضياً لعمرته ظافراً بطلبته . { وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى } فيها أربعة أوجه : أحدها : قول لا إله إلا الله ، قاله ابن عباس ، وهو يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم . الثاني : الإخلاص ، قاله مجاهد . الثالث : قول بسم الله الرحمن الرحيم ، قاله الزهري . الرابع : قولهم سمعنا وأطعنا بعد خوضهم . وسميت كلمة التقوى لأنهم يتقون بها غضب الله . { وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا } يحتمل وجهين : أحدهما : وكانوا أحق بكلمة التقوى أن يقولوها . الثاني : وكانوا أحق بمكة أن يدخلوها . وفي من كان أحق بكلمة التقوى قولان : أحدهما : أهل مكة كانوا أحق بكلمة التقوى أن يقولوها لتقدم إنذارهم لولا ما سلبوه من التوفيق . الثاني : أهل المدينة أحق بكلمة التقوى حين قالوها ، لتقدم إيمانهم حين صحبهم التوفيق .