Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 48, Ayat: 29-29)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ } فيه ستة تأويلات : أحدها : أنه ثرى الأرض وندى الطهور ، قاله سعيد بن جبير . الثاني : أنها صلاتهم تبدوا في وجوههم ، قاله ابن عباس . الثالث : أنه السمت ، قاله الحسن . الرابع : الخشوع ، قاله مجاهد . الخامس : هو أن يسهر الليل فيصبح مصفراً ، قاله الضحاك . السادس : هو نور يظهر على وجوههم يوم القيامة ، قاله عطية العوفي . { ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطَأَهُ } فيه قولان : أحدهما : أن مثلهم في التوراة بأن سيماهم في وجوههم . ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه . الثاني : أن كلا الأمرين مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل . وقوله : { كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : أن الشطأ شوك السنبل ، والعرب أيضاً تسميه السفا والبهمي ، قاله قطرب . الثاني : أنه السنبل ، فيخرج من الحبة عشر سنبلات وتسع وثمان ، قاله الكلبي والفراء . الثالث : أنه فراخه التي تخرج من جوانبه ، ومنه شاطىء النهر جانبه ، قاله الأخفش . { فَآزَرَهُ } فيه قولان : أحدهما : فساواه فصار مثل الأم ، قاله السدي . الثاني : فعاونه فشد فراخ الزرع أصول النبت وقواها . { فَاسْتَغْلَظَ } يعني اجتماع الفراخ مع الأصول . { فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ } أي على عوده الذي يقوم عليه فيكون ساقاً له . { يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ } يعني النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ، لأن ما أعجب المؤمنين من قوتهم كإعجاب الزراع بقوة رزعهم هو الذي غاظ الكفار منهم . ووجه ضرب المثل بهذا الزرع الذي أخرج شطأه ، هو أن النبي صلى الله عليه وسلم حين بدأ بالدعاء إلى دينه كان ضعيفاً ، فأجابه الواحد بعد الواحد حتى كثر جمعه وقوي أمره ، كالزرع يبدو بعد البذر ضعيفاً فيقوى حالا بعد حال يغلظ ساقه وأفراخه فكان هذا من أصح مثل وأوضح بيان ، والله أعلم .