Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 48, Ayat: 8-10)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : شاهداًعلى أمتك بالبلاغ ، قاله قتادة . الثاني : شاهداًعلى أمتك بأعمالهم من طاعة أو معصية . الثالث : مبيناً ما أرسلناك به إليهم . { وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً } فيه وجهان : أحدهما : مبشراً للمؤمنين ونذيراً للكافرين . الثاني : مبشراً بالجنة لمن أطاع ونذيراً بالنار لمن عصى ، قاله قتادة ، والبشارة والإنذار معاً خير لأن المخبر بالأمر السار مبشر والمحذر من الأمر المكروه منذر . قال النابغة الذبياني : @ تناذرها الراقون من سوء سعيها تطلقها طوراً وطوراً تراجع @@ قوله عز وجل : { وَتُعَزِّرُوهُ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : تطيعوه ، قاله بعض أهل اللغة . الثاني : تعظموه ، قاله الحسن والكلبي . الثالث : تنصروه وتمنعوا منه ، ومنه التعزير في الحدود لأنه مانع ، قاله القطامي : @ ألا بكرت مي بغير سفاهة تعاتب والمودود ينفعه العزر @@ وفي { وَتُوَقِّرُوهُ } وجهان : أحدهما : تسودوه ، قاله السدي . الثاني : أن تأويله مختلف بحسب اختلافهم فيمن أشير إليه بهذا الذكر : فمنهم من قال أن المراد بقوله : { وَتُعَزِّرُوهُ وَتَوَقِّرُوهُ } أي تعزروا الله وتوقروه لأن قوله : { وَتُسَبِّحُوهُ } راجع إلى الله وكذلك ما تقدمه ، فعلى هذا يكون تأويل قوله : { وَتُوَقِّرُوهُ } أي تثبتوا له صحة الربوبية وتنفوا عنه أن يكون له ولد أو شريك . ومنهم من قال : المراد به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعزروه ويوقروه لأنه قد تقدم ذكرها ، فجاز أن يكون بعض الكلام راجعاً إلى الله وبعضه راجعاً إلى رسوله ، قاله الضحاك . فعلى هذا يكون تأويل { تُوَقِّرُوهُ } أي تدعوه بالرسالة والنبوة لا بالاسم والكنية . { وتُسَبِّحُوهُ } فيه وجهان : أحدهما : تسبيحه بالتنزيه له من كل قبيح . الثاني : هو فعل الصلاة التي فيها التسبيح . { بُكْرَةً وَأصِيلاً } أي غدوة وعشياً . قال الشاعر :