Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 20-26)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَومِهِ يا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَآءَ } فيهم قولان . أحدهما : أنهم الأنبياء الذين جاءوا بعد موسى . والثاني : أنهم السبعون الذين اختارهم موسى . { وَجَعَلَكُم مُّلُوكاً } فيه خمسة أقاويل : أحدها : لأنهم مَلَكوا أنفسهم بأن خلصهم من استعباد القبط لهم ، وهذا قول الحسن . والثاني : لأن كل واحد ملك نفسه وأهله وماله ، وهذا قول السدي . والثالث : لأنهم كانوا أول من ملك الخدم من بني آدم ، وهو قول قتادة . والرابع : أنهم جُعِلُوا ملوكاً بالمَنِّ والسَّلْوَى والحَجَر ، وهذا قول ابن عباس . والخامس : أن كل من ملك داراً وزوجة وخادماً ، وفهو ملك من سائر الناس ، وهذا قول عبد الله بن عمرو بن العاص ، والحسن ، وزيد بن أسلم . وقد روى زيد بن أسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كان له بيت [ يأوي إليه وزوجة ] وخادم ، فهو ملك " . { وءَاتَاكُمْ مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِّنَ الْعَالَمِينَ } فيه قولان : أحدهما : المن والسلوى والغمام والحجر ، وهو قول مجاهد . الثاني : كثرة الأنبياء فيهم والآيات التي جاءتهم . قوله تعالى : { يَا قَوْمِ ادْخُلُواْ الأرْضَ الْمُقدَّسَةَ الَّتِي كتَبَ اللَّهُ لَكُمْ } فيها ثلاثة أقاويل : أحدها : أرض بيت المقدس ، وهذا قول ابن عباس ، والسدي . والثاني : دمشق وفلسطين وبعض الأردن ، وهذا قول الزجاج . والثالث : هي الشام ، وهذا قول قتادة ، ومعنى المقدسة : المطهرة . وقوله : { الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ } وإن قال : { إِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيهِم } لأنها كانت هبة من الله تعالى لهم ثم حرَّمها عليهم بعد معصيتهم . { وَلاَ تَرْتَدُّواْ عَلَى أَدْبَارِكُمْ } فيه تأويلان : أحدهما : لا ترجعوا عن طاعة الله إلى معصيته . والثاني : لا ترجعوا عن الارض التي أمرتم بدخولها . قوله تعالى : { قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ } والجبار : هو الذي يَجْبُر الناس على ما يريد إكراههم عليه ، ومنه جَبْرُ العظم ، لأنه كالإكراه على الصلاح ، ويقال [ للأعواد التي ] تحمله جُبَارة ، إذا قامت اليد طولاً ، لأنها امتنعت كامتناع الجبار من الناس . وقيل بلغ من جبروت هؤلاء القوم ، أن واحداً منهم ، أخذ الاثني عشر نقيباً ، الذين بعثهم موسى ، ليخبروه بخربهم ، فحملهم مع فاكهة حملها من بستانه ، وجاء فنشرهم بين يدي الملك ، وقال : هؤلاء يريدون أن يقاتلونا ، فقال الملك : ارجعوا إلى صاحبكم فأخبروه خبرنا . قوله تعالى : { قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ } فيه قولان : أحدهم : يخافون الله ، وهو قول قتادة . الثاني : يخافون الجبارين ، ولم يمنعهم خوفهم من قول الحق . { أَنْعََمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا } فيه تأويلان : أحدهما : بالتوفيق للطاعة . والثاني : بالإِسلام ، وهو قول الحسن . وفي هذين الرجلين قولان : أحدهما : أنهما من النقباء يوشع بن نون ، وكالب بن يوقنا ، وهذا قول ابن عابس ، ومجاهد ، وقتادة ، والسدي . والثاني : أنهما رجلان ، كانا في مدينة الجبارين أنعم الله عليهما بالإِسلام ، وهذا مروي عن ابن عباس . { ادْخُلُواْ عَلَيْهِمْ الْبَابَ فإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ } فيه تأويلان : أحدهما : إنما قالوه لعلمهم بأن الله كتبها لهم . والثاني : لعلمهم بأن الله ينصرهم على أعادئه ، ولم يمنعهم خوفهم من القول الحق ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لاَ يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ مَخَافَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ الحَقَّ إِذَا رَآهُ أَوْ عَلِمَهُ فَإِنَّهُ لاَ يُبْعِدُ مِنْ رِزْقٍ وَلاَ يُدْنِي مِنْ أَجَلٍ " .