Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 51, Ayat: 24-30)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ } قال عثمان بن محسن : كانوا أربعة من الملائكة : جبريل وميكائيل وإسرافيل ورفائيل . وفي قوله { الْمُكْرَمِينَ } وجهان : أحدهما : أنهم عند الله المعظمون . الثاني : مكرمون لإكرام إبراهيم لهم حين خدمهم بنفسه ، قاله مجاهد . قال عطاء : وكان إبراهيم إذا أراد أن يتغذى ، أو يتعشى خرج الميل والميلين والثلاثة ، فيطلب من يأكل معه . قال عكرمة : وكان إبراهيم يكنى أبا الضيفان ، وكان لقصره أربعة أبواب لكي لا يفوته أحد . وسمي الضيف ضيفاً ، لإضافته إليك وإنزاله عليك . { إِذْ دَخَلُواْ عَلَيهِ فَقَالُواْ سَلاَماً } فيه وجهان : أحدهما : قاله الأخفش ، أي مسالمين غير محاربين لتسكن نفسه . الثاني : أنه دعا لهم بالسلامة ، وهو قول الجمهور ، لأن التحية بالسلام تقتضي السكون والأمان ، قال الشاعر : @ أظلوم إن مصابكم رجلاً أهدى السلام تحية ظلم @@ فأجابهم إبراهيم عن سلامتهم بمثله : { قَالَ سَلاَمٌ قَوْمٌ مَنكَرُونَ } لأنه رآهم على غير صورة البشر وعلى غير صورة الملائكة الذين كان يعرفهم ، فنكرهم وقال { قَوْمٌ مَنكَرُونَ } وفيه وجهان : أحدهما : أي قوم لا يعرفون . الثاني : أي قوم يخافون ، يقال أنكرته إذا خفته ، قال الشاعر : @ فأنكرتني وما كان الذي نكرت من الحوادث إلا الشيب والصلعا @@ { فَرَاغَ إِلى أَهْلِهِ } فيه وجهان : أحدهما : فعدل إلى أهله ، قاله الزجاج . الثاني : أنه أخفى ميله إلى أهله . { فَجَآءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ } أما العجل ففي تسميته بذلك وجهان : أحدهما : لأن بني إسرائيل عجلوا بعبادته . الثاني : لأنه عجل في اتباع أمه . قال قتادة : جاءهم بعجل لأن كان عامة مال إبراهيم البقر ، واختاره لهم سميناً زيادة في إكرامهم ، وجاء به مشوياً ، وهو محذوف من الكلام لما فيه من الدليل عليه . فروى عون ابن أبي شداد أن جبريل مسح العجل بجناحه فقام يدرج ، حتى لحق بأمه ، وأم العجل في الدار . { فَقَرَّبَهُ إِلَيهِم قَالَ أَلاَ تَأَْكُلُونَ } لأنهم امتنعوا من الأكل لأن الملائكة لا يأكلون ولا يشربون ، فروى مكحول أنهم قالوا لا نأكله إلا بثمن ، قال كلوا فإن له ثمناً ، قالوا وما ثمنه ؟ قال : إذا وضعتم أيديكم أن تقولوا : بسم الله ، وإذا فرغتم أن تقولوا : الحمد لله ، قالوا : بهذا اختارك الله يا إبراهيم . { فَأوْجَسَ مِنهُمْ خِيفَةً } لأنهم لم يأكلوا ، خاف أن يكون مجيئهم إليه لشر يريدونه به . { قَالُواْ لاَ تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلاَمٍ عَلِيمٍ } فيه قولان : أحدهما : أنه إسحاق من سارة ، استشهاداً بقوله تعالى في آية أخرى { وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ } [ الصافات : 112 ] . الثاني : أنه إسماعيل من هاجر ، قاله مجاهد . { عَلِيمٍ } أي يرزقه الله علماً إذا كبر . { فَأَقْبَلَتِ امْرَأتُهُ فِي صَرَّةٍ } فيها ثلاثة أقاويل : أحدها : الرنة والتأوه ، قاله قتادة ، ومنه قول الشاعر : @ وشربة من شراب غير ذي نفس في صرة من تخوم الصيف وهاج @@ الثاني : أنها الصيحة ، قاله ابن عباس ومجاهد ، ومنه أخذ صرير الباب ، ومنه قول امرىء القيس : @ فألحقه بالهاديات ودونه جواحرها في صرة لم تزيل @@ الثالث : أنها الجماعة ، قاله ابن بحر ، ومنه المصراة من الغنم لجمع اللبن في ضرعها . وسميت صرة الدراهم فيها ، قال الشاعر : @ رب غلام قد صرى في فقرته ماء الشباب عنفوان سنبته @@ وأما قوله { فَصَكَّتْ وَجْهَهَا } ففيه قولان : أحدهما : معناه لطخت وجهها ، قاله ابن عباس . الثاني : أنها ضربت جبينها تعجباً . { وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ } أي ، أتلد عجوز عقيم ؟ قاله مجاهد والسدي .