Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 52, Ayat: 21-28)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَالَّذِينَ ءَآمَنُواْ وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانِ } فيه أربعة تأويلات : أحدها : أن الله يدخل الذرية بإيمان الأباء الجنة ، قاله ابن عباس . الثاني : أن الله تعالى يعطي الذرية مثل أجور الآباء من غير أن ينقص الآباء من أجورهم شيئاً ، قاله إبراهيم . الثالث : أنهم البالغون عملوا بطاعة الله مع آبائهم فألحقهم الله بآبائهم ، قاله قتادة . الرابع : أنه لما أدرك أبناؤهم الأعمال التي عملوها تبعوهم عليها فصاروا مثلهم فيها ، قاله ابن زيد . { وَمآ أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِمِ مِّن شَيْءٍ } فيه تأويلان : أحدهما : ما نقصناهم ، قاله ابن عباس ، قال رؤبة : @ وليلة ذات سرى سريت ولم يلتني عن سراها ليت @@ أي لم ينقصني ، ومعنى الكلام : ولم ينقص الآباء بما أعطينا الأبناء . الثاني : معناه وما ظلمناهم ، قاله ابن جبير ، قال الحطيئة : @ أبلغ سراة بني سعد مغلغلة جهد الرسالة لا ألتاً ولا كذباً @@ أي لا ظلماً ، ولا كذباً . ومعنى الكلام : لم نظلم الآباء بما أعطينا الأبناء ، وإنما فعل تعالى ذلك بالأبناء كرمة للآباء . { كُلُّ امْرِىءٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ } فيه وجهان : أحدهما : مؤاخذة كما تؤخذ الحقوق من الرهون . الثاني : أنه يحبس ، ومنه الرهن لاحتباسه بالحق قال الشاعر : @ وما كنت أخشى أن يكون رهينة لأحمر قبطي من القوم معتق @@ { يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْساً } أي ، يتعاطون ويتساقون بأن يناول بضعهم بعضاً ، وهو المؤمن وزوجاته وخدمه في الجنة . والكأس إناء مملوء من شراب وغيره فهو كأس ، فإذا فرغ لم يسم كاساً ، وشاهد التنازع والكأس في اللغة قول الأخطل : @ وشارب مربح بالكأس نادمني لا بالحضور ولا فيها بسوار نازعته طيب الراح السمول وقد صاح الدجاج وحانت وقعه الساري . @@ { لاَّ لَغْوٌ فِيهَا وَلاَ تَأْثِيمٌ } فيها أربعة أوجه : أحدها : لا باطل في الخمر ولا مأثم ، قاله ابن عباس وقتادة ، وإنما ذلك في الدنيا من الشيطان . الثاني : لا كذب فيها ولا خلف ، قاله الضحاك . الثالث : لا يتسابون عليها ولا يؤثم بعضهم بعضاً ، قاله مجاهد . الرابع : لا لغو في الجنة ولا كذب ، وهذا مروي عن ابن عباس أيضاً . واللغو ها هنا فحش الكلام كما قال ذو الرمة : @ فلا الفحش فيه يرهبون ولا الخنا عليهم ولكن هيبة هي ما هيا بمستحكم جزل المروءة مؤمن من القوم لا يهوى الكلام اللواغيا @@ { وَيَطُوفُ عَلَيْهُمْ غِلُمَانٌ لَّهُمْ } ذكر ابن بحر فيه وجهين : أحدهما : ان يكون الأطفال من أولادهم الذين سبقوهم ، فأقَرَّ الله بهم أعينهم . الثاني : أنهم من أخدمهم الله إياهم من أولاد غيرهم . { كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ } أي مصون بالكن والغطاء ، ومنه قول الشاعر : @ قد كنت أعطيهم مالاً وأمنعهم عرضي ، وودهم في الصدر مكنون @@ قال قتادة : بلغني أنه قيل يا رسول الله هذا الخدم مثل اللؤلؤ المكنون فكيف المخدوم ؟ قال : " والذي نفسي بيده لفضل ما بينهم ، كفضل القمر ليلة البدر على النجوم " . { فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا } يحتمل وجهين : أحدهما : بالجنة والنعيم . الثاني : بالتوفيق والهداية . { وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : أنه عذاب النار ، قاله ابن زيد . وقال الأصم : السموم اسم من أسماء جهنم . الثاني : أنه وهج جهنم ، وهو معنى قول ابن جريج . الثالث : لفح الشمس والحر ، وقد يستعمل في لفح البرد ، كما قال الراجز : @ اليوم يوم بارد سمومه من جزع اليوم فلا نلومه @@ { إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ } فيه ثلاثة تأويلات : أحدها : أن البر الصادق ، قاله ابن جريج . الثاني : اللطيف ، قاله ابن عباس . الثالث : أنه فاعل البر المعروف به ، قاله ابن بحر .