Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 54, Ayat: 9-17)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَفَتَحْنَآ أَبْوَابَ السَّمَآءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ } فيه وجهان : أحدهما : أن المنهمر الكثير ، قاله السدي ، قال الشاعر : @ أعيني جودا بالدموع الهوامر على خير باد من معد وحاضر @@ الثاني : أنه المنصب المتدفق ، قاله المبرد ، ومنه قول امرىء القيس : @ راح تمرية الصبا ثم انتحى فيه شؤبوب جنوب منهمر @@ وفي فتح أبواب السماء قولان : أحدهما : أنه فتح رتاجها وسعة مسالكها . الثاني : أنها المجرة وهي شرج السماء ومنها فتحت بماء منهمر ، قاله علي . { فَالْتَقَى الْمَآءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ } فيه وجهان : أحدهما : فالتقى ماء السماء وماء الأرض على مقدار لم يزد أحدهما على الآخر ، حكاه ، ابن قتيبة . الثاني : قدر بمعنى قضي عليهم ، قاله قتادة ، وقدر لهم إذا كفروا أن يغرقوا . { وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحِ وَدُسُرٍ } أي السفينة ، وفي الدسر أربعة أقاويل : أحدها : المعاريض التي يشد بها عرض السفينة ، قاله مجاهد . الثاني : أنها المسامير دسرت بها السفينة ، أي شدت ، قاله ابن جبير وابن زيد . الثالث : صدر السفينة الذي يضرب الموج ، قاله عكرمة ، لأنها تدسر الماء بصدرها ، أي تدفعه . الرابع : أنها طرفاها ، وأصلها ، قاله الضحاك . { تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا } فيه أربعة أوجه : أحدها : بمرأى منا . الثاني : بأمرنا ، قاله الضحاك . الثالث : بأعين أوليائنا من الملائكة الموكلين بحفظها . الرابع : بأعين الماء التي أتبعناها في قوله : { وَفَجَّرْنَا الأرْضَ عُيُوناً } ، وقيل : إنها تجري بين ماء الأرض والسماء ، وقد كان غطاها عن أمر الله سبحانه . { جَزَآءً لِمَن كَانَ كُفِرَ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : لكفرهم بالله ، قاله مجاهد ، وابن زيد . والثاني : جزاء لتكذيبهم ، قاله السدي . الثالث : مكافأة لنوح حين كفره قومه أن حمل ذات ألواح ودسر . { وَلَقَدْ تّرَكْنَاهَآ ءَايَةً } فيها وجهان : أحدها : الغرق . الثاني : السفينة روى سعيد عن قتادة أن الله أبقاها بباقردي من أرض الجزيرة عبرة وآية حتى نظرت إليها أوائل هذه الأمة . وفي قوله : { فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } ثلاثة أقاويل : أحدها : يعني فهل من متذكر ، قاله ابن زيد . الثاني : فهل من طالب خير فيعان عليه ، قاله قتادة . الثالث : فهل من مزدجر عن معاصي الله ، قاله محمد بن كعب . { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءَانَ لِلذِّكْرِ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : معناه سهلنا تلاوته على إهل كل لسان ، وهذا أحد معجزاته ، لأن الأعجمي قد يقرأه ويتلوه كالعربي . الثاني : سهلنا علم ما فيه واستنباط معانيه ، قاله مقاتل . الثالث : هونا حفظه فأيسر كتاب يحفظ هو كتاب الله ، قاله الفراء .