Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 55, Ayat: 46-53)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ } وفي الخائف مقام ربه ثلاثة أقاويل : أحدها : من خاف مقام ربه بعد أداء الفرائض ، قاله ابن عباس . الثاني : أنه يهم بذنب فيذكر مقام ربه فيدعه ، قاله مجاهد . الثالث : أن ذلك نزل في أبي بكر رضي الله عنه خاصة حين ذكر ذات يوم الجنة حين أزلفت ، والنار حين برزت ، قاله عطاء وابن شوذب . قال الضحاك : بل شرب ذات يوم لبناً على ظمأ فأعجبه ، فسأل عنه فأُخْبِر أنه من غير حل ، فاستقاءه ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إليه ، فقال : " رَحِمَكَ اللَّهُ لَقَدْ أُنزِلَتْ فِيكَ آيَةٌ " وتلا عليه هذه الآية . وفي مقام ربه قولان : أحدهما : هو مقام بين يدي العرض والحساب . الثاني : هو قيام الله تعالى بإحصاء ما اكتسب من خير وشر . وفي هاتين الجنتين أربعة أوجه : أحدها : جنة الإنس وجنة الجان ، قاله مجاهد . الثاني : جنة عدن ، وجنة النعيم ، قاله مقاتل . الثالث : أنهما بستانان من بساتين الجنة ، وروي ذلك مرفوعاً لأن البستان يسمى جنة . الرابع : أن إحدى الجنتين منزله ، والأخرى منزل أزواجه وخدامه كما يفعله رؤساء الدنيا . ويحتمل خامساً : أن إحدى الجنتين مسكنه ، والأخرى بستانه . ويحتمل سادساً : أن إحدى الجنتين أسافل القصور ، والأخرى أعاليها . { ذَوَاتَا أَفْنَانٍ } فيه أربعة تأويلات : أحدها : ذواتا ألوان ، قاله ابن عباس . الثاني : ذواتا أنواع من الفاكهة ، قاله الضحاك . الثالث : ذواتا أتا وسَعَةٍ ، قاله الربيع بن أنس . الرابع : ذواتا أغصان ، قاله الأخفش وابن بحر . والأفنان جمع واحده فنن كما قال الشاعر :