Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 55, Ayat: 62-78)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ } فيه وجهان : أحدهما : أي أقرب منهما جنتان . الثاني : أي دون صفتهما جنتان . وفيها ثلاثة أقاويل : أحدها : أن الجنات الأربع لمن خاف مقام ربه ، قال ابن عباس : فيكون في الأوليين النخل والشجر ، وفي الأخريين الزرع والنبات وما انبسط . الثاني : أن الأوليين من ذهب للمقربين ، والأخريين من وَرِقٍ لأصحاب اليمين ، قاله ابن زيد . الثالث : أن الأوليين للسابقين ، والأخريين للتابعين ، قاله الحسن . قال مقاتل : الجنتان الأوليان جنة عدن وجنة النعيم والأخريان جنة الفردوس وجنة المأوى ، وفي الجنات الأربع جنان كثيرة . ويحتمل رابعاً : أن يكون من دونهما جنتان لأتباعه ، لقصور منزلتهم عن منزلته ، إحدهما للحور العين ، والأخرى للولدان المخلدين ، لتميز بهما الذكور عن الإناث . { مُدْهَآمَّتَانِ } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : أي خضراوان ، قاله ابن عباس . الثاني : مسودتان ، قاله مجاهد ، مأخوذ من الدهمة وهي السواد ، ومنه سمي سود الخيل دهماً . الثالث : [ خضروان من الرّي ] ناعمتان ، قاله قتادة . { فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ } فيه ثلاثة تأويلات : أحدهما : ممتلئتان لا تنقطعان ، قاله الضحاك . الثاني : جاريتان ، قاله الفراء . الثالث : فوّارتان ، وذكر في الجنتين الأوليين عينين تجريان ، وذكر في الأخريين عينين نضاختين ، والجري أكثر من النضخ . وبماذا هما نضاختان ؟ فيه أربعة أوجه : أحدها : بالماء ، قاله ابن عباس . الثاني : بالمسك والعنبر ، قاله أنس . الثالث : بالخير والبركة ، قاله الحسن ، والكلبي . الرابع : بأنواع الفاكهة ، قاله سعيد بن جبير . { فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ } يعني الجنات الأربع ، وفي الخيرات قراءتان إحداهما بالتخفيف ، وفي المراد بها قولان : أحدهما : الخير والنعم المستحسنة . الثاني : خيرات الفواكه والثمار ، وحسان في المناظر والألوان . والقرءة الثانية بالتشديد ، وفي المراد بها قولان : أحدهما : مختارات . الثاني : ذوات الخير وفيهن قولان : أحدهما : أنهن الحور المنشآت في الآخرة . الثاني : أنهن النساء المؤمنات الفاضلات من أهل الدنيا . وفي تسميتهن خيرات أربعة أوجه : أحدها : لأنهن خيرات الأخلاق حسان الوجوه ، قاله قتادة وروته أم سلمة مرفوعاً : الثاني : لأنهن عذارى أبكاراً ، قاله أبو صالح . الثالث : لأنهن مختارات . الرابع : لأنهن خيرات صالحات ، قاله أبو عبيدة . { حُوْرٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ } فيه أربعة تأويلات : أحدها : مقصورات الطرف على أزواجهن فلا يبغين بهم بدلاً ، ولا يرفعن طرفاً إلى غيرهم من الرجال ، قاله مجاهد . الثاني : المحبوسات في الحجال لَسْنَ بالطوافات في الطرق ، قاله ابن عباس . الثالث : المخدرات المصونات ، ولا متعطلات ولا متشوِّفات ، قاله زيد بن الحارث ، وأبو عبيدة . الرابع : أنهن المسكنات في القصور ، قاله الحسن . ويحتمل خامساً : أن يريد بالمقصورات البيض ، مأخوذ من قصارة الثوب الأبيض ، لأن وقوع الفرق بين المقصورات والقاصرات يقتضي وقوع الفرق بينهما في التأويل : وفي الخيام ثلاثة أقاويل : أحدها : أن الخيام هي البيوت ، قاله ابن بحر . الثاني : أنها خيام تضرب لأهل الجنة خارج الجنة كهيئة البداوة ، قاله سعيد بن جبير . الثالث : أنها خيام في الجنة تضاف إلى القصور . روى ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الخِيَامُ الدُّرُّ المُجَوَّفُ " . روي عن أسماء بنت يزيد الأشهلية أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إننا معشر النساء محصورات مقصورات قواعد بيوتكم وحوامل أولادكم ، فهل نشارككم في الأجر ؟ فقال عليه السلام : " نَعَم إِذَا أَحْسَنْتُنَّ تَبَعُّلَ أَزَوَاجِكُنَّ وَطَلَبْتُنَّ مَرْضاتُهُم " . { مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ } فيه ستة تأويلات : أحدها : أن الرفرف المحبس المطيف ببسطه ، قاله ابن كامل . الثاني : فضول الفرش والبسط ، قاله ابن عباس . الثالث : أنها الوسائد ، قاله الحسن وعاصم الجحدري . الرابع : أنها الفرش المرتفعة ، مأخوذ من الرف . الخامس : أنها المجالس يتكئون على فضولها . السادس : رياض الجنة ، قاله ابن جبير . { وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ } فيه أربعة أقاويل : أحدها : أنها الطنافس المخملية ، قاله الحسن . الثاني : الديباج ، قاله مجاهد . الثالث : أنها ثياب في الجنة لا يعرفها أحد ، قاله مجاهد [ أيضاً ] . الرابع : أنها ثياب الدنيا تنسب إلى عبقر . وفي عبقري قولان : أحدهما : أنه سيد القوم ، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في عمر رضي الله عنه : " فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِياً مِنَ النَّاسِ يَفْري فَرِيَّةُ " فنسبه إلى أرفع الثياب لاختصاصه . الثاني : أرض عبقر . وفي تسميتها بذلك قولان : أحدهما : لكثرة الجن فيها . الثاني : لكثرة رملها ويكون المراد بذلك أنها تكون مثل العبقري لأن ما ينسج بعبقر لا يكون في الجنة إذا قيل إن عبقر اسم أرض . { تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ } فيه وجهان : أحدهما : معناه ثبت اسم ربك ودام . الثاني : أن ذكر اسمه يمن وبركة ، ترغيباً في مداومة ذكره . { ذِي الْجَلاَلِ وَالإكْرَامِ } في { ذِي الْجَلاَلِ } وجهان : أحدهما : أنه الجليل . الثاني : أنه المستحق للإجلال والإعظام . وفي { الإكْرَامِ } وجهان : أحدهما : الكريم . الثاني : ذو الإكرام لمن يطيعه .