Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 57, Ayat: 26-27)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ … وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رأْفَةً وَرَحْمَةً } يحتمل وجهين : أحدهما : أن الرأفة اللين ، والرحمة الشفقة . الثاني : أن الرأفة تخفيف الكل ، والرحمة تحمل الثقل . { وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا } فيه قراءتان : إحداهما : بفتح الراء وهي الخوف من الرهب . الثانية : بضم الراء وهي منسوبة إلى الرهبان ومعناه أنهم ابتدعوا رهبانية ابتدؤوها . وسبب ذلك ما حكاه الضحاك : [ أنهم ] بعد عيسى ارتكبوا المحارم ثلاثمائة سنة فأنكرها عليهم من كان على منهاج عيسى فقتلوهم ، فقال قوم بقوا بعدهم : نحن إذا نهيناهم قتلونا ، فليس يسعنا المقام بينهم ، فاعتزلوا النساء واتخذوا الصوامع ، فكان هذا ما ابتدعوه من الرهبانية التي لم يفعلها من تقدمهم وإن كانوا فيها محسنين . { مَا كتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ } أي لم تكتب عليهم وفيها ثلاثة أوجه : أحدها : أنها رفض النساء واتخاذ الصوامع ، قاله قتادة . الثاني : أنها لحوقهم بالجبال ولزومهم البراري ، وروي فيه خبر مرفوع . الثالث : أنها الانقطاع عن الناس والانفراد بالعبادة . وفي الرأفة والرحمة التي جعلها في قلوبهم وجهان : [ الأول ] : أنه جعلها في قلوبهم بالأمر بها والترغيب فيها . الثاني : جعلها بأن خلقها فيهم وقد مدحوا بالتعريض بها . { مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابْتِغَآءَ رَضْوَانِ اللَّهِ } أي لم تكتب عليهم قبل ابتداعها ولا كتبت بعد ذلك عليهم . الثاني : أنهم تطوعوا بها بابتداعها ، ثم كتبت بعد ذلك عليهم ، قاله الحسن . { فَمَا رَعَوْهَا حِقَّ رِعَايَتِهَا } فيه وجهان : أحدهما : أنهم ما رعوها لتكذيبهم بمحمد . الثاني : بتبديل دينهم وتغييرهم فيه قبل مبعث الرسول الله صلى الله عليه وسلم ، قاله عطية العوفي .