Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 58, Ayat: 1-1)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها } وهي خولة بنت ثعلبة ، وقيل بنت خويلد ، وليس هذا بمختلف لأن أحدهما أبوها والآخر جدها ، فنسبت إلى كل واحد منهما . وزوجها أوس بن الصامت . قال عروة : وكان امرأً به لمم فأصابه بعض لممه فظاهر من امرأته ، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستفتيه في ذلك . { وتشتكي إلى الله } فيه وجهان : أحدهما : تستغيث بالله . والثاني : تسترحم الله . وروى الحسن أنها قالت : يا رسول الله قد نسخ الله سنن الجاهلية وإن زوجي ظاهر مني ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما أوحي إليّ في هذا شيء " فقالت : يا رسول الله أوحي إليك في كل شيء وطوي عنك هذا ؟ فقال : " هو ما قلت لك " فقالت : إلى الله أشكو لا إلى رسوله ، فأنزل الله تعالى : { قد سمع الله قول التي تجادلك } الآية . وقرأ ابن مسعود : { قَد سَّمِعَ } . قالت عائشة : تبارك الله الذي أوعى سمعه كل شيء ، سمع كلام خولة بنت ثعلبة وأنا في ناحية البيت ما أسمع بعض ما تقول ، وهي تقول : يا رسول الله أكل شبابي وانقطع ولدي ونثرت له بطني حتى إذا كبرت سني ظاهر مني اللهم إني أشكو إليك ، فما برحت حتى نزل جبريل بهذه الأية . { والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير } والمحاورة مراجعة الكلام ، قال عنترة : @ لو كان يدري ما المحاورة اشتكى ولكان لو علم الكلام مكلمي . @@ { الذين يظاهرون منكم من نسائهم } الظهار قول الرجل لامرأته . أنت عليّ كظهر أمي ، سمي ظهاراً لأنه قصد تحريم ظهرها عليه ، وقيل : لأنه قد جعلها عليه كظهر أمه ، وقد كان في الجاهلية طلاقاً ثلاثاً لا رجعة فيه ولا إباحة بعده فنسخه الله إلى ما استقر عليه الشرع من وجوب الكفارة فيه بالعود .