Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 59, Ayat: 11-17)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ بأسهم بينهم شديد } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه اختلاف قلوبهم حتى لا يتفقوا على أمر واحد ، قاله السدي . الثاني : أنه وعيدهم للمسلمين لنفعلن كذا وكذا ، قاله مجاهد . { تحسبهم جيمعاً } فيه قولان : أحدهما : أنهم اليهود . الثاني : أنهم المنافقون واليهود ، قاله مجاهد . { وقلوبهم شتى } يعني مختلفة متفرقة ، قال الشاعر : @ إلى الله أشكو نية شقت العصا هي اليوم شتى وهي بالأمس جمع @@ وفي قراءة ابن مسعود " وَقُلُوبُهُمْ أَشَتُّ " بمعنى أشد تشتيتاً ، أي أشد اختلافاً . وفي اختلاف قلوبهم وجهان : أحدهما : لأنهم على باطل ، والباطل مختلف ، والحق متفق . الثاني : أنهم على نفاق ، والنفاق اختلاف . وقوله تعالى : { كمثل الذين من قبلهم قريباً } الآية . فيه أربعة أقاويل : أحدها : أنهم كفار قريش يوم بدر ، قاله مجاهد . الثاني : أنهم قتلى بدر ، قاله السدي ، ومقاتل . الثالث : أنهم بنو النضير الذين أجلوا من الحجاز إلى الشام ، قاله قتادة . الرابع : أنهم بنو قريظة ، كان قبلهم إجلاء بني النضير . { ذاقوا وبال أمرهم } بأن نزلوا على حكم سعد [ بن معاذ ] فحكم فيهم بقتل مقاتليهم وسبي ذراريهم ، قاله الضحاك . وفيه وجهان : أحدهما : في تجارتهم . الثاني : في نزول العذاب بهم . { كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر } فيه قولان : أحدهما : أنه مثل ضربه الله الكافر في طاعته للشيطان ، وهو عام في الناس كلهم ، قاله مجاهد . الثاني : أنها خاصة في سبب خاص صار به المثل عاماً ، وذلك ما رواه عطية العوفي عن ابن عباس أن راهباً كان في بني إسرائيل يعبد الله فيحسن عبادته ، وكان يؤتى من كل أرض يسأل عن الفقه وكان عالماً ، وأن ثلاثة إخوة كانت لهم أخت من أحسن النساء مريضة ، وأنهم أرادوا سفراً فكبر عليهم أن يذروها ضائعة ، فجعلوا يأتمرون فيما يفعلون ، فقال أحدهم : ألا أدلكم على من تتركونها عنده ؟ فقال له من ؟ فقال : راهب بني إسرائيل ، وإن مات قام عليها ، وإن عاشت حفظها حتى ترجعوا إليه ، فعمدوا إليه وقالوا : إنا نريد السفر وإنا لا نجد أحداً أوثق في أنفسنا منك ولا آمن علينا غيرك ، فاجعل أختنا عندك فإنها ضائعة مريضة ، فإن ماتت فقم عليها ، وإن عاشت فاحفظها حتى نرجع ، فقال : أكفيكم إن شاء الله ، وإنهم انطلقوا ، فقام عليها وداواها حتى برئت فلم يزل به الشيطان يزين له حتى وقع عليها وحبلت ، ثم تقدم منه الشيطان فزين له قتلها وقال : إن لم تفعل افتضحت ، فقتلها . فلما عاد إخوتها سألوه عنها فقال : ماتت فدفنتها ، قالوا أحسنت ، فجعلوا يرون في المنام أن الراهب قتلها وأنها تحت شجرة كذا ، فعمدوا إلى الشجرة فوجدوها قد قتلت ، فأخذوه ، فقال له الشيطان : أنا الذي زينت لك قتلها بعد الزنى فهل لك أن أنجيك وتطيعني ؟ قال : نعم ، قال فاسجد لي سجدة واحدة ، فسجد ثم قتل ، فذلك قوله تعالى : { كمثل الشيطان } فكذا المنافقون وبنو النضير مصيرهم إلى النار .