Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 114-115)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً } فيه وجهان : أحدهما : معناه هل يجوز لأحد أن يعدل عن حكم الله حتى أعدل عنه . والثاني : هل يجوز لأحد أن يحكم مع الله حتى أحتكم إليه . والفرق بين الحَكَم والحَاكِم ، أن الحَكَمَ هو الذي يكون أهلاً للحُكْم فلا يَحْكُمُ إلا بحق ، والحَاكِمُ قد يكون من غير أهله فَيَحْكُمُ بغير حق ، فصار الحَكَم من صفات ذاته ، والحَاكِم من صفات فعله ، فكان الحَكَم أبلغ في المدح من الحَاكِم . ثم قال : { وُهُوَ الَّذِيِّ أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً } في المفصَّل أربعة تأويلات : أحدها : تفصيل آياته لتبيان معانيه فلا تُشْكِل . والثاني : تفصيل الصادق من الكاذب . والثالث : تفصيل الحق من الباطل ، والهدى من الضلال ، قاله الحسن . والرابع : تفصيل الأمر من النهي ، والمستحب من المحظور ، والحلال من الحرام . وسبب نزول هذه الآية أن مشركي قريش قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : اجعل بيننا وبينك حَكَماً إن شئت من أحبار اليهود وإن شئت من أحبار النصارى ، ليخبرنا عنك بما في كتابهم من أمرك ، فنزلت عليه هذه الآية . قوله عز وجل : { وَتَمَّتَ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً } يعني القرآن ، وفي تمامه أربعة أوجه محتملة : أحدها : تمام حُجَجِهِ ودلائله . والثاني : تمام أحكامه وأوامره . والثالث : تمام إنذاره بالوعد والوعيد . والرابع : تمام كلامه واستكمال صوره . وفي قوله : { صِدْقاً وَعَدْلاً } وجهان : أحدهما : صدقاً في وعده ووعهده ، وعدلاً في أمره ونهيه ، قاله ابن بحر . والثاني : صدقاً فيما حكاه ، عدلاً فيما قضاه ، وهو معنى قول قتادة . وقد مضى تفسير { لاَّ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ } .