Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 152-153)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } إنما خص مال اليتيم بالذكر وإن كان مال غيره في التحريم بمثابته ، لأن الطمع فيه لقلة مراعيه أقوى ، فكان بالذكر أولى . وفي قوله : { إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } أربعة تأويلات : أحدها : حفظ ماله عليه إلى أن يكبر ليتسلمه ، قاله الكلبي . والثاني : أن ذلك هو التجارة به ، قاله مجاهد . والثالث : هو ألا يأخذ من الربح إذا اتجر له بالمال شيئاً ، قاله الضحاك . والرابع : هو أن يأكل الولي بالمعروف من ماله إن افتقر ، ويترك إن استغنى ، ولا يتعدى من الأكل إلى الباس ولا غيره ، قاله ابن زيد . ويحتمل خامساً : أن التي هي أحسن : حفظ أصوله وتثمير فروعه . ثم قال : { حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ } والأشُد القوة والشباب . وفي حدها ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه الحلم حين تكتب له الحسنات وعليه السيئات ، قاله ربيعة ، وزيد بن أسلم ، ومالك . والثاني : أن الأَشُد ثلاثون سنة ، قاله السدي . والثالث : أن الأشد ثماني عشرة سنة ، ذكره علي بن عيسى وفيه وجوه أُخَر نذكرها من بعد . ثم قال تعالى : { وَأَوْفُواْ الْكَيلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ } يعني بالعدل ، أمر في مال البائع من تأدية بمثل ما أُمِر به في مال اليتيم . ثم قال : { لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا } يعني أنه لما كان العدل في الوزن والكيل مستحقاً ، وكان تحديد أقل القليل متعذراً ، كان ذلك عفواً ، لأنه لا يدخل في الوسع فلم يكلفه . ثم قال : { وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى } يحتمل ثلاثة أوجه : أحدها : إذا حكمتم فأنصفوا . الثاني : إذا شهدتم فاصدقوا . الثالث : إذا توسطتم فلا تميلوا . ثمَ قال : { وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُواْ } فيه قولان : أحدهما : أن عهد الله كل ما أوجبه الإنسان على نفسه من نذر وغيره . الثاني : أنه الحلف بالله أن يلزم الوفاء به إلا في معصية . { ذَالِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ } فيه وجهان : أحدهما : أنه راجع إلى الذين هادوا وما أوصاهم به في التوراة . والثاني : أنه راجع إلى المسلمين وما وصاهم به في القرآن . قوله عز وجل : { وََأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ } فيه قولان : أحدهما : القرآن . والثاني : الشرع وسُمِّيَ ذلك صراطاً ، والصراط هو الطريق لأنه يؤدي إلى الجنة فصار طريقاً إليها . { فَاتَّبِعُوهُ } يعني في العمل به . { وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : ما تقدم من الكتب المنزلة نسخها بالقرآن ، وهو محتمل . والثاني : ما تقدم من الأديان المتقدمة نسخها بالإسلام وهو محتمل . والثالث : البدع والشبهات . { فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ } يعني عن طريق دينه . ويحتمل وجهاً ثانياً : أن يكون سبيله نصرة دينه وجهاد أعدائه ، فنهى عن التفرق وأمر بالأجتماع .