Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 161-163)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } هذا أمر من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم أن يذكر للناس حال عبادته ومن له الأمر في حياته ومماته . فقال { إِنَّ صَلاَتِي } وهي الصلاة المشروعة ذات الركوع والسجود المشتملة على التذلل والخضوع لله تعالى دون غيره من وثن أو بشر . ثم قال : { وَنُسُكِي } وفيه هنا ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه الذبيحة في الحج والعمرة ، قاله سعيد بن جبير ، ومجاهد وقتادة والسدي والضحاك . والثاني : معناه ديني ، قاله الحسن . والثالث : معناه عبادتي ، قاله الزجاج ، من قولهم فلان ناسك أي عابد ، والفرق بين الدين والعبادة : أن الدين اعتقاد ، والعبادة عمل . قوله تعالى : { وَمَحيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } يحتمل وجهين : أحدهما : أن حياته ومماته بيد الله تعالى لا يملك غيره له حياة ولا موتاً ، فلذلك كان له مصلياً وناسكاً . والثاني : أن حياته لله في اختصاصها بطاعته ، ومماته له في رجوعه إلى مجازاته . ووجدت فيها وجهاً ثالثاً : أن عملي في حياتي ووصيتي عند مماتي لله . ثم قال : { رَبِّ الْعَالَمِينَ } صفة الله تعالى أنه مالك العالم دون غيره ، فلذلك كان أحق بالطاعة والتعبد من غيره . ثم قال تعالى : { لاَ شَرِيكَ لَهُ } يحتمل وجهين : أحدهما : لا شريك له في ملك العالمين . والثاني : لا شريك له في العبادة . { وَبِذَالِكَ أُمِرْتُ } يعني ما قدم ذكره . { وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ } يعني من هذه الأمة حثّاً على اتباعه والمسارعة بالإٍسلام .