Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 62, Ayat: 1-4)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يسبح لله ما في السموات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم } { هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلوا عليهم ءاياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين } . { بعث في الأميين رسولاً منهم } يعني في العرب ، وفي تسميتهم أميين قولان : أحدهما : لأنه لم ينزل عليهم كتاب ، قاله ابن زيد . الثاني : لأنهم لم يكونوا يكتبون ولا كان فيهم كاتب ، قاله قتادة . ثم فيهم قولان : أحدهما : أنهم قريش خاصة لأنها لم تكن تكتب حتى تعلم بعضها في آخر الجاهلية من أهل الحيرة . الثاني : أنهم جميع العرب لأنه لم يكن لهم كتاب ولا كتب منهم إلا قليل ، قاله المفضل . فلو قيل : فما وجه الامتنان بأن بعث نبياً أمياً ؟ فالجواب عنه ثلاثة أوجه : احدها : لموافقته ما تقدمت بشارة الأنبياء به . الثاني : لمشاكلة حاله لأحوالهم ، فيكون أقرب إلى موافقتهم . الثالث : لينتفي عنه سوء الظن في تعلمه ما دعا إليه من الكتب التي قرأها والحكم التي تلاها . { يتلوا عليهم ءاياته } يعني القرآن . { ويزكيهم } فيه ثلاثة تأويلات : أحدها : يجعلهم أزكياء القلوب بالإيمان ، وهو معنى قول ابن عباس . الثاني : يطهرهم من الكفر والذنوب ، قاله ابن جريج ومقاتل . الثالث : يأخذ زكاة أعمالهم ، قاله السدي . { ويعلمهم الكتاب } فيه ثلاثة تلأويلات : أحدها : أنه القرآن ، قاله الحسن . الثاني : أنه الخط بالقلم ، قاله ابن عباس ، لأن الخط إنما فشا في العرب بالشرع لما أمروا بتقييده بالخط . الثالث : معرفة الخير والشر كما يعرفونه بالكتاب ليفعلوا الخير ويكفوا عن الشر ، وهذا معنى قول محمد بن إسحق . { والحكمة } فيه ثلاثة تأويلات : أحدها : أن الحكمة السنة ، قاله الحسن . الثاني : أنه الفقه في الدين ، وهو قول مالك بن أنس . الثالث : أنه الفهم والاتعاظ ، قاله الأعمش . { وءاخرين منهم لما يلحقوا بهم } أي ويعلم آخرين ويزكيهم ، وفيه أربعة أقاويل : أحدها : أنهم المسلمون بعد الصحابة ، قاله ابن زيد . الثاني : أنهم العجم بعد العرب ، قاله الضحاك وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " رأيت في منامي غنماً سوداً تتبعها غنم عفر " فقال أبو بكر : يا رسول الله تلك العرب يتبعها العجم ، فقال : " كذلك عبرها لي الملك " . الثالث : أنهم الملوك أبناء الأعاجم ، قاله مجاهد . الرابع : أنهم الأطفال بعد الرجال . ويحتمل خامساً : أنهم النساء بعد الرجال . { ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء } فيها ثلاثة أقاويل : أحدها : أنها النبوة التي خص الله بها رسوله هي فضل الله يؤتيه من يشاء ، قاله مقاتل . الثاني : الإسلام الذي آتاه الله من شاء من عباده ، قاله الكلبي . الثالث : ما روي أنه قيل يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور ، فأمر ذوي الفاقة بالتسبيح والتحميد والتكبير بدلاً من التصدق بالأموال ، ففعل الأغنياء مثل ذلك ، فقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهَ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ " قاله أبو صالح . ويحتمل خامساً : أنه انقياد الناس إلى تصديقه صلى الله عليه وسلم ودخولهم في دينه ونصرته .