Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 67, Ayat: 20-27)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أفمن يْمشيِ مُكِبّاً على وَجْهِه أهْدَى } هذا مثل ضربه اللَّه تعالى للهدى والضلالة ، ومعناه ليس من يمشي مُكباً على وجهه ولا ينظر أمامه ولا يمينه ولا شماله . كمن يمشي سوياً معتدلاً ناظراً ما بين يديه وعن يمينه وعن شماله ، وفيه وجهان : أحدهما : أنه مثل ضربه اللّه للمؤمن والكافر ، فالمكب على وجهه الكافر يهوي بكفره ، والذي يمشي سوّياً المؤمن يهتدي بإيمانه ، ومعناه : أمَّن يمشي في الضلالة أهدى أم من يمشي مهتدياً ، قاله ابن عباس . الثاني : أن المكب على وجهه أبو جهل بن هشام ، ومن يمشي سوياً عمار بن ياسر ، قاله عكرمة . { على صراطٍ مستقيم } فيه وجهان : أحدهما : أن الطريق الواضح الذي لا يضل سالكه ، فيكون نعتاً للمثل المضروب . الثاني : هو الحق المستقيم ، قاله مجاهد ، فيكون جزاء العاقبة الاستقامة وخاتمة الهداية . { قُلْ هو الذي ذَرَأَكُمْ في الأرضِ } فيه وجهان : أحدهما : خلقكم في الأرض ، قاله ابن عباس . الثاني : نشركم فيها وفرّقكم على ظهرها ، قاله ابن شجرة . ويحتمل ثالثاً : أنشأكم فيها إلى تكامل خلقكم وانقضاء أجلكم . { وإليهِ تُحْشَرون } أي تُبْعثون بعد الموت . { فلما رأَوْه زُلْفَةً سِيئَتْ وُجوهُ الذين كَفروا } فيه وجهان : أحدهما : ظهرت المساءة على وجوههم كراهة لما شاهدوا ، وهو معنى قول مقاتل . الثاني : ظهر السوء في وجهوههم ليدل على كفرهم ، كقوله تعالى : { يوم تبيضُّ وجوه وتسْوَدُّ وجوه } [ آل عمران : 106 ] . { وقيل هذا الذي كُنْتُمْ به تَدَّعُونَ } وهذا قول خزنة جهنم لهم ، وفي قوله { كنتم به تدّعون } أربعة أوجه : أحدها : تمترون فيه وتختلفون ، قاله مقاتل . الثاني : تشكّون في الدنيا وتزعمون أنه لا يكون ، قاله الكلبي . الثالث : تستعجلون من العذاب ، قاله زيد بن أسلم . الرابع : أنه دعاؤهم بذلك على أنفسهم ، وهو افتعال من الدعاء ، قاله ابن قتيبة .