Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 69, Ayat: 44-52)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ولو تَقوَّل علينا بَعْضَ الأقاويل } أي تكلّف علينا بعض الأكاذيب ، حكاه عن كفار قريش أنهم قالوا ذلك في النبي صلى الله عليه وسلم . { لأخْذنا منه باليمين } فيه خمسة تأويلات : أحدها : لأخذنا منه قوّته كلها ، قاله الربيع . الثاني : لأخذنا منه بالحق ، قاله السدي والحكم ، ومنه قول الشاعر : @ إذا ما رايةٌ رُفِعَتْ لمجدٍ تَلَقّاها عَرابةُ باليَمينِ @@ أي بالاستحقاق . الثالث : لأخذنا منه بالقدرة ، قاله مجاهد . الرابع : لقطعنا يده اليمنى ، قاله الحسن . الخامس : معناه لأخذنا بيمينه إذلالاً له واستخفافاً به ، كما يقال لما يراد به الهوان ، خذوا بيده ، حكاه أبو جعفر الطبري . { ثم لَقَطَعْنا مِنه الوَتينَ } فيه أربعة أقاويل : أحدها : أنه نياط القلب ويسمى حبل القلب ، وهو الذي القلب معلق به ، قاله ابن عباس . الثاني : أنه القلب ومراقّه وما يليه ، قاله محمد بن كعب . الثالث : أنه الحبل الذي في الظهر ، قاله مجاهد . الرابع : أنه عرق بين العلباء والحلقوم ، قاله الكلبي . وفي الإشارة إلى قطع ذلك وجهان : أحدهما : إرادة لقتله وتلفه ، كما قال الشاعر : @ إذا بَلَّغْتِني وَحَمَلْتِ رحْلي عرابة فاشربي بدَمِ الوَتينِ @@ الثاني : ما قاله عكرمة أن الوَتين إذا قطع لا إن جاع عَرَق ، ولا إن شبع عَرَقَ . { وإنه لتَذْكرةٌ للمُتّقِينَ } يعني القرآن ، وفي التذكرة أربعة أوجه : أحدها : رحمة . الثاني : ثَبات . الثالث : موعظة . الرابع : نجاة . { وإنّا لَنَعْلَمُ أنَّ منكم مُكذِّبينَ } قال الربيع : يعني بالقرآن . { وإنّه } يعني القرآن . { لَحسْرةٌ على الكافرين } يعني ندامة يوم القيامة . ويحتمل وجهاً ثانياً : أن يزيد حسرتهم في الدنيا حين لم يقدروا على معارضته عند تحدّيهم أن يأتوا بمثله . { وإنّه لَحقُّ اليقينِ } فيه وجهان : أحدهما : أي حقاً ويقيناً ليكونن الكفر حسرة على الكافرين يوم القيامة ، قاله الكلبي . الثاني : يعني القرآن عند جميع الخلق أنه حق ، قال قتادة : إلا أن المؤمن أيقن به في الدنيا فنفعه ، والكافر أيقن به في الآخرة فلم ينفعه . { فَسَبِّحْ باسْمِ ربِّكَ العظيم } فيه وجهان : أحدهما : فصلِّ لربك ، قاله ابن عباس . الثاني : فنزهه بلسانك عن كل قبيح .