Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 168-170)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَماً … } أي فرقناهم فيها فرقاً . وفي تفريقهم فيها ثلاثة أوجه : أحدها : زيادة في الانتقام منهم . والثاني : ليذهب تعاونهم . والثالث : ليتميز الصالح من المفسر لقوله تعالى : { مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دَونَ ذَلِكَ } ثم قال : { وَبَلَوْنَاهُم بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : بالثواب والعقاب . والثاني : بالنعم والنقم . والثالث : بالخصب والجدب . قوله عز وجل : { فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ } معناه فخلفهم خلف ، والخلف بتسكين اللام مستعمل في الذم . وبفتح اللام مستعمل في الحمد . وقال أبو عبيدة . معناها [ واحد ] مثل الأثر والإثر ، والأول أظهر وهو في قول الشعراء أشهر ، قال بعضهم : @ خـلفت خـلفـاً لـيـت بـهـم كـان ، لا بِكَ الـتـلف @@ وفي الخلف وجهان : أحدهما : القرن ، قاله الفراء . والثاني : أنه جمع خالف . { وَرِثُواْ الْكِتَابَ } يعني انتقل إليهم انتقال الميراث من سلف إلى خلف وفيهم قولان : أحدهما : أنهم من خلف اليهود من أبنائهم . والكتاب الذي ورثوه التوراة لانتقالها لهم . والثاني : أنهم النصارى : لأنهم خلف من اليهود . والكتاب الذي ورثوه : الإنجيل لحصوله معهم ، قاله مجاهد . { يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأَدْنَى } يعني الرشوة على الحكم في قول الجميع وسماه عرضاً لقلة بقائه . وفي وصفه بالأدنى وجهان : أحدهما : لأخذه في الدنيا الدانية . والثاني : لأنه من المحرمات الدنية . { وَيَقُولُونَ : سَيُغْفرُ لَنَا } يحتمل وجهين : أحدهما : أنه مغفور ، لا نؤاخذ به . والثاني : أنه ذنب لكن الله قد يغفره لنا تأميلاً منهم لرحمته . { وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ } فيه وجهان : أحدهما : أنهم أهل إصرار على الذنوب ، قاله مجاهد وقتادة والسدي . والثاني : أنهم لا يشبعهم شيء ، فهم لا يأخذونه لحاجة ، قاله الحسن . { أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ أَن لاَّ يَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ } يحتمل وجهين : أحدهما : ألا يقولوا على الله إلا الحق في تحريم الحكم بالرشا . والثاني : في جميع الطاعات والمعاصي والأوامر والنواهي . { وَدَرَسُواْ مَا فِيهِ } فيه تأويلان : أحدهما : تركوا ما فيه أن يعملوا به حتى صار دارساً . والثاني : أنهم قد تلوه ودرسوه فهم لا يجهلون ما فيه ويقومون على مخالفته مع العلم به .