Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 175-177)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { وَاتْلُ عَلَيْهِم نَبَأَ اْلَّذِيّ ءاتَيْنَاهُ ءَايَاتِنَا فانَسَلَخَ مِنْهَا } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه بلعام بن عوراء ، واختلفوا فيه فقيل كان من اليمن ، وقيل كان من الكنعانيين ، وقيل من بني صال بن لوط ، قاله ابن عباس ، وابن مسعود . والثاني : أنه أمية بن أبي الصلت الثقفي ، قاله عبد الله بن عمرو . والثالث : أنه من أسلم من اليهود والنصارى ونافق ، قاله عكرمة . وفي الآيات التي أوتيها ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه اسم الله الأعظم الذي تجاب به الدعوات ، قاله السدي وابن زيد . والثاني : أنها كتاب من كتب الله . قاله ابن عباس . والثالث : أنه أوتي النبوة فرشاه قومه على أن يسكت ففعل وتركهم على ما هم عليه ، قاله مجاهد ، وهو غير صحيح لأن الله لا يصطفي لنبوته إلا من يعلم أن لا يخرج عن طاعته إلى معصيته . وفي قوله : { فَانسَلَخَ مِنهَا } وجهان : أحدهما : فانسلخ من العلم بها لأنه سيسلب ما أوتي منها بالمعصية . والثاني : أنه انسلخ منها أي من الطاعة بالمعصية مع بقاء علمه بالآيات حتى حكي أن بلعام رُيثي على أن يدعو على قوم موسى بالهلاك فسها فدعا على قومه فهلكوا . { فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : أن الشيطان صيره لنفسه تابعاً بإجابته له حين أغواه . والثاني : أن الشيطان متبع من الإنس على ضلالته من الكفر . والثالث : أن الشيطان لحقه فأغواه ، يقال اتبعت القوم إذا لحقتهم ، وتبعتهم إذا سرت خلفهم ، قاله ابن قتيبة . { فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ } فيه وجهان : أحدهما : من الهالكين . الثاني : من الضالين . قوله عز وجل : { وَلَو شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا } فيه وجهان : أحدهما : يعني لأمتناه فلم يكفر . والثاني : لحلنا بينه وبين الكفر فيصير إلى المنزلة المرفوعة معصوماً ، قاله مجاهد . { وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ } أي ركن إليها . وفي ركونه إليها وجهان : أحدهما : أنه ركن إلى أهلها في استنزالهم له ومخادعتهم إياه . والثاني : أنه ركن إلى شهوات الأرض فشغلته عن طاعة الله ، وقد بين ذلك قوله تعالى { وَاتَّبَعَ هَوَاهُ } . ثم ضرب مثله بالكلب { … إِن تَحْمِْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ } وفي تشبيهه بالكلب اللاهث وجهان : أحدهما : لدناءته ومهانته . الثاني : لأن لهث الكلب ليس بنافع له .