Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 1-3)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { المص } فيه لأهل التأويل تسعة أقاويل : أحدها : معناه : أنا الله أُفَضِّل ، قاله ابن عباس ، وسعيد بن جبير . والثاني : أنه [ حرف ] هجاء [ من ] المصور ، قاله السدي . والثالث : أنه اسم السورة من أسماء القرآن ، قاله قتادة . والرابع : أنه اسم السورة مفتاح لها ، قاله الحسن . والخامس : أنه اختصار من كلام يفهمه النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا مروي عن ابن عباس أيضاً . والسادس : هي حروف هجاء مقطعة نبه بها على إعجاز القرآن . والسابع : هي من حساب الجمل المعدود استأثر الله بعلمه . والثامن : هي حروف تحوي معاني كثيرة دل الله تعالى خلقه بها على مراده من كل ذلك . والتاسع : هي حروف اسم الله الأعظم . ويحتمل عندي قولاً عاشراً : أن يكون المراد به : المصير إلى كتاب أنزل إليك من ربك ، فحذف باقي الكلمة ترخيماً وعبر عنه بحروف الهجاء لأنها تذهب بالسامع كل مذهب ، وللعرب في الاقتصار على الحروف مذهب كما قال الشاعر : @ قلت لها قفي فقالت قاف … @@ أي وقفت . قوله عز وجل { كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ } يعني القرآن . { فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ } وفي الحرج ها هنا ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه الضيق ، قاله الحسن ، وهو أصله . قال الشماخ بن ضرار : @ ولو ردت المعروف عندي رددتها لحاجة لا العالي ولا المتحرج @@ ويكون معناه : فلا يضيق صدرك خوفاً ألا تقوم بحقه . والثاني : أن الحرج هنا الشك ، قاله ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة ، والسدي . قال الراجز : @ آليت لولا حرج يعروني ما جئت أغزوك ولا تغزوني @@ ومعناه : فلا تشك فيما يلزمك فيه فإنما أنزل إليك لتنذر به . والثالث : فلا يضيق صدرك بأن يكذبوك ، قاله الفراء . ثم قال : { لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ } فجعله إنذاراً للكافرين وذكرى للمؤمنين ليعود نفعه على الفريقين .