Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 73-78)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { … هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ ءَايَةً } في الآية هنا وجهان : أحدهما : أن الآية الفرض كما قال تعالى : { وَأَنَزَلْنَا فِيهَا ءَايَاتٍ } [ النور : 1 ] أي فرضاً ، ويكون معنى الكلام هذه ناقة الله عليكم فيها فرض أن تذروها { تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ } أي لا تعقروها . والثاني : أنها العلامة الدالة على قدرته . والآية فيها آيتان : إحداهما : أنها خرجت من صخرة ملساء تمخضت بها كما تتمخض المرأة ثم انفلقت عنها على الصفة التي طلبوها . والثانية : أنه كان لها شرب يوم ، ولهم شرب يوم يخصهم لا تقرب فيه ماءهم ، حكي ذلك عن أبي الطفيل والسدي وابن إسحاق . قوله عز وجل : { … وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ } فيه وجهان : أحدهما : يعني أنزلكم في الأرض وهي أرض الحجر بين الشام والمدينة . والثاني : فيها من منازل تأوون إليها ، ومنه قولهم : بوأته منزلاً ، إذا أمكنته منه ليأوي إليه ، قال الشاعر : @ وَبُوِّئَتْ فِي صَمِيمِ مَعْشَرِهَا فَتَمَّ فِي قَوْمِهَا مَبْوَؤُهَا @@ أي مكنت من الكرم في صميم النسب . { تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُوراً } والقصور ما شيد وعلا من المنازل اتخذوها في سهول الأرض ليصيِّفوا فيها . { وَتَنْحِتَونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً } لتكون مساكنهم في الشتاء لأنها أحصن وأبقى وأدفأ فكانوا طوال الآمال طوال الأعمار . { فَاْذْكُرُوا ءَالآءَ اللَّهِ } فيه ما قدمنا ، أي نعمه أو عهوده . { ولا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفسِدِينَ } فيه وجهان : أحدهما : لا تعملوا فيها بالمعاصي . والثاني : لا تدعوا إلى عبادة غير الله . وفي العبث وجهان : أحدهما : أنه السعي في الباطل . والثاني : أنه الفعل المؤدي لضير فاعله . قوله عز وجل : { فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ } فيها ثلاثة أقاويل : أحدها : أنها حركة الأرض تضطرب من تحتهم . والثاني : أنها الصيحة ، قاله مجاهد ، والسدي . والثالث : أنها زلزلة أهلكوا بها ، قاله ابن عباس . { فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِم جَاثِمِينَ } قال محمد بن مروان السدي : كل ما في القرآن من { دَارِهِمْ } فالمراد به مدينتهم ، وكل ما فيه من { دِيَارِهِم } فالمراد به مساكنهم ، وفي الجاثم قولان : أحدهما : أنه البارك على ركبتيه لأنهم أصبحوا موتى على هذه الحال . والثاني : معناه أنهم أصبحوا كالرماد الجاثم لأن الصاعقة أحرقتهم . وقيل : إنه كان بعد العصر . { فَتَوَلَّى عَنْهُمْ } أي خرج من بين أظهرهم ، وقيل إن صالحاً خرج عنهم إلى رملة فلسطين بمن آمن معه من قومه وهم مائة وعشرة ، وقيل إنه لم تهلك أمة ونبيها بين أظهرها .