Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 79, Ayat: 34-46)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فإذا جاءت الطامّةُ الكُُبْرى } فيه أربعة أقاويل : أحدها : أنها النفخة الآخرة ، قاله الحسن . الثاني : أنها الساعة طمت كل داهية ، والساعة أدهى وأمّر ، قاله الربيع . الثالث : أنه اسم من أسماء القيامة يسمى الطامة ، قاله ابن عباس . الرابع : أنها الطامة الكبرى إذا سيق أهل الجنة إلى الجنة ، وأهل النار إلى النار ، قاله القاسم بن الوليد ، وهو معنى قول مجاهد . وفي معنى " الطامّة " في اللغة ثلاثة وجوه : أحدها : الغاشية . الثاني : الغامرة . الثالث : الهائلة ، ذكره ابن عيسى ، لأنها تطم على كل شيء أي تغطيه . { وأمّا مَنْ خاف مَقام رَبِّهِ ونَهَى النفْسَ عن الهَوى } فيه وجهان : أحدهما : هو خوفه في الدنيا من الله عند مواقعة الذنب فيقلع ، قاله مجاهد . الثاني : هو خوفه في الآخرة من وقوفة بين يدي الله للحساب ، قاله الربيع بن أنس ، ويكون معنى : خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى ، قال الكلبي : وزجر النفس عن المعاصي والمحارم . { فإنّ الجنّةَ هي المأوَى } أي المنزل ، وذكر أنها نزلت في مصعب بن عمير . { يسألونَكَ عن الساعةِ أيّانَ مُرْساها } قال ابن عباس : متى زمانها ، قاله الربيع { فيمَ أنْتَ مِن ذِكْراها } فيه وجهان : أحدهما : فيم يسألك المشركون يا محمد عنها ولست ممن يعلمها ، وهو معنى قول ابن عباس . الثاني : فيم تسأل يا محمد عنها وليس لك السؤال ، وهذا معنى قول عروة بن الزبير . { إلى ربِّك مُنْتَهاها } يعني منتهى علم الساعة : فكف النبي صلى الله عليه وسلم عن السؤال وقال : يا أهل مكة إن الله احتجب بخمس لم يُطْلع عيهن مَلَكاً مقرباً ولا نبياً مرسلاً فمن ادعى علمهن فقد كفر : { إن اللَّه عنده علم الساعة … } إلى آخر السورة . { إنّما أنْتَ } يعني محمداً صلى الله عليه وسلم . { مَنْذِرُ مَنْ يَخْشَاها } يعني القيامة . { كأنّهم يومَ يَرَوْنَها } يعني الكفار يوم يرون الآخرة . { لَمْ يَلْبَثُوا } في الدنيا . { إلاَّ عَشيّةً } وهي ما بعد الزوال . { أو ضُحاها } وهو ما قبل الزوال ، لأن الدنيا تصاغرت عندهم وقلّت في أعينهم ، كما قال تعالى : { ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعةً من نهارٍ } .