Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 36-37)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ } فيه قولان : أحدهما : أنها نفقة قريش في قتال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر ، قاله الضحاك . والثاني : أنه أبو سفيان استأجر معه يوم أُحد ألفين من الأحابيش ومنه كنانة ليقاتل بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، سوى من انحاز إليه من العرب ، قاله سعيد ومجاهد والحكم بن عيينة ، وفي ذلك يقول كعب بن مالك : @ وجئنا إلى موج من البحر وسطه أحابيش منهم حاسرٌ ومقنع ثـلاثـة آلافٍ ونـحـن نـَصِـيَّة ثلاثُ مئينٍ إن كثرنا فأربع @@ { فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيهِم حَسْرَةً } يحتمل وجهين : أحدهما : يكون إنفاقها عليهم حسرة وأسفاً عليها . والثاني : تكون خيبتهم فيما أملوه من الظفر عليهم حسرة تحذرهم بعدها . { ثُمَّ يُغْلَبُونَ } وعد بالنصر فحقق وعده . قوله عز وجل { لِيَمِيزَ اللَّهُ الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ } فيه وجهان : أحدهما : الحلال من الحرام . الثاني : الخبيث ما لم تخرج منه حقوق الله تعالى ، والطيب : ما أخرجت منه حقوق الله تعالى . يحتمل ثالثاً : أن الخبيث : ما أنفق في المعاصي ، والطيب : ما أنفق في الطاعات . { وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ } أي يجمعه في الآخرة وإن تفرق في الدنيا { فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً } أي يجعل بعضه فوق بعض ، ومنه قوله تعالى : { ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً } [ النور : 43 ] . وفي قوله تعالى { فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ } وإن كانت الأموال لا تعذّب وجهان : أحدهما : أن يجعلها عذاباً في النار يعذبون بها ، كما قال تعالى : { يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ } [ التوبة : 35 ] الآية . الثاني : أنه يجعل أموالهم معهم في جهنم لأنهم استطالوا بها وتقووا على معاصي الله فجعلها معهم في الذل والعذاب كما كانت لهم في الدنيا عزاً ونعيماً .