Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 67-69)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل { مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ } وهذا نزل في أسرى بدر حين استقر رأي النبي صلى الله عليه وسلم فيهم بعد مشاورة أصحابه على الفداء بالمال ، كل أسير بأربعة آلاف درهم ، فأنكر الله تعالى ذلك عليه وأنه ما كان له أن يفادي الأسرى . { حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأرْضِ } فيه وجهان : أحدهما هو الغلبة والاستيلاء ، قاله السدي . والثاني : هو كثرة القتل ليُعزَّ به المسلمون ويذل به المشركين . قاله مجاهد . { يُرِيدُونَ عَرَضَ الْدُّنْيَا } يعني المال ، سماه عرضاً لقلة بقائه . { وَاللَّهُ يُرِيدُ الأَخِرَةَ } يعني العمل بما يوجب ثواب الآخرة . { لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَآ أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } يعني ما أخذتموه من المال في فداء أسرى بدر . وفي قوله { لَوْلا كِتَابٌ مِّنَ اللَّهِ سَبَقَ } أربعة أقاويل : أحدها : لولا كتاب من الله سبق لأهل بدر أن يعذبهم لمسهم فيما أخذوه من فداء أسرى بدر عذاب عظيم ، قاله مجاهد وسعيد بن جبير . والثاني : لولا كتاب من الله سبق في أنه سيحل لكم الغنائم لمسكم في تعجلها من أهل بدر عذاب عظيم ، قاله ابن عباس وأبو هريرة والحسن وعبيدة . والثالث : لولا كتاب من الله سبق أن لا يؤاخذ أحداً بعمل أتاه على جهالة لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم ، قاله ابن اسحاق . والرابع : لولا كتاب من الله سبق وهو القرآن الذي آمنتم به المقتضي غفران الصغائر لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم . وكان النبي صلى الله عليه وسلم شاور أبا بكر وعمر في أسرى بدر فقال أبو بكر : هم قومك وعشيرتك فاستبقهم لعل الله أن يهديهم ، وقال عمر : هم أعداء الله وأعداء رسوله كذبوك وأخرجوك فاضرب أعناقهم ، فمال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بعد انصرافه عنهم إلى قول أبي بكر وأخذ فدء الأسرى ليتقوى به المسلمون ، وقال : " أَنتُم عَالَةٌ بعيني المُهَاجِرِينَ " فلما نزلت هذه الآية قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لَو عُذِّبْنَا فِي هَذَا الأمْرِ يَا عُمَرُ لَمَا نَجَا غَيْرُكَ " ثم إن الله تعالى بيَّن تحليل الغنائم والفداء بقوله { فَكُلُوْا مِمَّا غَنِمْتُمْ حََلاَلاً طَيِّباً } .