Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 86, Ayat: 11-17)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ والسماءِ ذاتِ الّرجْعِ } فيه أربعة أقاويل : أحدها : ذات المطر ، لأنه يرجع في كل عام ، قاله ابن عباس . الثاني ذات السحاب ، لأنه يرجع بالمطر . الثالث : ذات الرجوع إلى ما كانت ، قاله عكرمة . الرابع : ذات النجوم الراجعة ، قاله ابن زيد . ويحتمل خامساً : ذات الملائكة لرجوعهم إليها بأعمال العباد ، وهذا قَسَمٌ . { والأرضِ ذاتِ الصّدْعِ } فيها أربعة أقاويل : أحدها : ذات النبات لانصداع الأرض عنه ، قاله ابن عباس . الثاني : ذات الأودية ، لأن الأرض قد انصدعت بها ، قاله ابن جريج . الثالث : ذات الطرق التي تصدعها المشاة ، قاله مجاهد . الرابع : ذات الحرث لأنه يصدعها . ويحتمل خامساً : ذات الأموات ، لانصداعها عنهم للنشور وهذان قسمان : { إنّهُ لَقَولٌ فَصْلٌ } على هذا وقع القَسَمُ ، وفي المراد بأنه قول فصل قولان : أحدهما : ما قدّمه عن الوعيد من قوله تعالى : " إنه على رجعه لقادر يوم تبلى السرائر " الآية . تحقيقاً لوعيده ، فعلى هذا في تأويل قوله " فَصْل " وجهان : أحدها : حد ، قاله ابن جبير . الثاني : عدل ، قاله الضحاك . القول : ان المراد بالفصل القرآن تصديقاً لكتابه ، فعلى هذا في تاويل قوله " فصل " وجهان : أحدهما : حق ، قاله ابن عباس . الثاني : ما رواه الحارث عن عليّ قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " كتابِ الله فيه خير ما قبلكم ، وحكم ما بعدكم ، هو الفصل ليس بالهزل ، مَنْ تركه مِن جبّار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله " . { وما هو بالهزْلِ } وهذا تمام ما وقع عليه القسم ، وفيه ثلاثة أوجه : أحدها : باللعب ، قاله ابن عباس ومجاهد . الثاني : بالباطل ، قاله وكيع والضحاك . الثالث : بالكذب ، قاله السدي . { إنّهم يَكِيدُونَ كيْداً } يعني أهل مكة حين اجتمعوا في دار الندوة على المكر برسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما قال تعالى : { وإذ يمْكَرُ بك الذين كَفَروا لِيُثْبِتوكَ أو يَقْتلوكَ أو يُخْرِجوكَ } فقال ها هنا : " إنهم يكيدون كيداً " أي يمكرون مكراً . { وأكيدُ كيْداً } يعني بالانتقام في الآخرة بالنار ، وفي الدنيا بالسيف . { فمهّلِ الكافرين أَمْهِلْهم رُوَيْداً } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : قريباً ، قاله ابن عباس . الثاني : انتظاراً ، ومنه قول الشاعر : @ رُويْدك حتى تنطوي ثم تنجلي عمايةُ هذا العارضِ المتألّقِ @@ الثالث : قليلاً ، قاله قتادة . قال الضحاك : فقتلوا يوم بدر . وفي " مهّل " " وأمْهل " وجهان : أحدهما : أنهما لغتان معناهما واحد . الثاني : معناهما مختلف ، فمهّل الكف عنهم ، وأمْهِل انتظار العذاب لهم .