Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 89, Ayat: 21-30)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يومئذٍ يَتذكّرُ الإنسانُ وأنَّى له الذِّكْرَى } فيه تأويلان : أحدهما : يتوب وكيف له بالتوبة ، لأن التوبة بالقيامة لا تنفع ، قاله الضحاك . الثاني : يتذكر ما عمل في دنياه وما قدم لآخرته ، وأنى له الذكرى في الآخرة ، وإنما ينتفع في الدنيا ، قاله ابن شجرة . { يقولُ يا ليتني قَدَّمْتُ لحياتي } فيه وجهان : أحدهما : قدمت من دنياي لحياتي في الآخرة ، قاله الضحاك . الثاني : قدمت من حياتي لمعادي في الآخرة ذكره ابن عباس . { فيومئذٍ لا يُعَذِّب عذابَه أَحَدٌ * ولا يُوثِقُ وثاقهَ أَحَدٌ } قرأ الكسائي لا يعذَّب ولا يوثق بفتح الذال والثاء وتأويلها على قراءته لا يعذَّب عذاب الكافر الذي يقول " يا ليتني قدمت لحياتي " أحدٌ ، وقرأ الباقون بكسر الذال والثاء وتأويلها أنه لا يعَذِّب عذابَ الله أحدٌ غَفَر الله له ، قاله ابن عباس والحسن ، فيكون تأويله على القراءة الأولى محمولاً على الآخرة ، وعلى القراءة الثانية محمولاً على الدنيا . { يا أيّتُها النّفْسُ المطْمئِنّةُ } فيه سبعة تأويلات : أحدها : يعني المؤمنة ، قاله ابن عباس . الثاني : المجيبة ، قاله مجاهد . الثالث : المؤمنة بما وعد الله ، قاله قتادة . الرابع : الآمنة ، وهو في حرف أُبيّ بن كعب يا أيتها النفس الآمنة المطمئنة . الخامس : الراضية ، قاله مقاتل . السادس : ما قاله بعض أصحاب الخواطر : المطمئنة إلى الدنيا ، ارجعي إلى ربك في تركها . السابع : ما قاله الحسن أن الله تعالى إذا أراد أن يقبض روح عبده المؤمن اطمأنت النفس إلى الله عز وجل ، واطمأن الله إليها . { ارْجِعي إلى ربِّكِ } فيه وجهان : أحدهما : إلى جسدك عند البعث في القيامة ، قاله ابن عباس . الثاني : إلى ربك عند الموت في الدنيا ، قاله أبو صالح . ويحتمل تأويلاً ثالثاً : إلى ثواب ربك في الآخرة . { راضيةً مَرْضِيّةً } فيه وجهان : أحدهما : رضيت عن الله ورضي عنها ، قاله الحسن . الثاني : رضيت بثواب الله ورضي بعملها ، قاله ابن عباس . { فادْخُلي في عِبادي } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : في عبدي ، وهو في حرف أُبيّ بن كعب : فادخلي في عبدي . الثاني : في طاعتي ، قاله الضحاك . الثالث : معناه فادخلي مع عبادي ، قاله السدي . { وادْخُلي جَنَتي } فيه قولان : أحدهما : في رحمتي ، قاله الضحاك . الثاني : الجنة التي هي دار الخلود ومسكن الأبرار ، وهو قول الجمهور . وقال أسامة بن زيد : بشرت النفس المطمئنة بالجنة عند الموت ، وعند البعث وفي الجنة . واختلف فيمن نزلت فيه هذه الآية على أربعة أقاويل : أحدها : أنها نزلت في أبي بكر ، فروى ابن عباس أنها نزلت وأبو بكر جالس فقال : يا رسول الله ما أَحسن هذا ، فقال صلى الله عليه وسلم : " أما أنه سيقال لك هذا " . الثاني : أنها نزلت في عثمان حين وقف بئر رومة ، قاله الضحاك . الثالث : أنها نزلت في حمزة ، قاله بريدة الأسلمي . الرابع : أنها عامة في كل المؤمنين ، رواه عكرمة والفراء .