Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 1-2)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل { بَرَآءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ } في ترك افتتاح هذه السورة بـ { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } قولان : أحدهما : أنها والأنفال كالسورة الواحدة في المقصود لأن الأولى في ذكر العهود ، والثانية في رفع العهود ، وهذا قول أُبي بن كعب قال ابن عباس : وكانتا تدعيان القرينتين ، ولذلك وضعتا في السبع الطول . وحكاه عن عثمان بن عفان . الثاني : أن { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } أمان ، وبراءة نزلت برفع الأمان ، وهذا قول ابن عباس ، ونزلت سنة تسع فأنفذها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه ليقرأها في الموسم بعد توجه أبي بكر رضي الله عنه إلى الحج ، وكان أبو بكر صاحب الموسم ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم " لا يُبِلِّغُ عَنِّي إِلاَّ رَجُلٌ مِنِّي " حكى ذلك الحسن وقتادة ومجاهد . وحكى الكلبي أن الذي أنفذه رسول الله صلى لله عليه وسلم من سورة التوبة عشر آيات من أولها . حكى مقاتل أنها تسع آيات تقرأ في الموسم ، فقرأها علي رضي الله عنه في يوم النحر على جمرة العقبة . وفي قوله تعالى { بَرَآءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ } وجهان : أحدهما : أنها انقطاع العصمة منهما . والثاني : أنها انقضاء عهدهما . ثم قال تعالى { فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ } وهذا أمان . وفي قوله { فَسِيُحواْ فِي الأَرْضِ } وجهان : أحدهما : انصرفوا فيها إلى معايشكم . والثاني : سافروا فيها حيث أردتم . وفي السياحة وجهان : أحدهما : أنها السير على مهل . والثاني : أنها البعد على وجل . واختلفوا فيمن جعل له أمان هذه الأربعة الأشهر على أربعة أقاويل : أحدها : أن الله تعالى جعلها أجلاً لمن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمنه أقل من أربعة أشهر ولمن كان أجل أمانه غير محدود ثم هو بعد الأربعة حرب ، فأما من لا أمان له فهو حرب ، قاله ابن إٍسحاق . والثاني : أن الأربعة الأشهر أمان أصحاب العهد من كان عهده أكثر منها حط إليها ، ومن كان عهده أقل منها إليها ، ومن لم يكن له من رسول الله عهد جعل له أمان خمسين ليلة من يوم النحر إلى سلخ المحرم لقوله تعالى { فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ } قاله ابن عباس والضحاك وقتادة . والثالث : أن الأربعة الأشهر عهد المشركين كافة ، المعاهد منهم وغير المعاهد ، قاله الزهري ومحمد بن كعب ومجاهد . والرابع : أن الأربعة ألاشهر عهد وأمان لمن لم يكن له من رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد ولا أمان ، أما أصحاب العهود فهم على عهودهم إلى انقضاء مددهم ، قاله الكلبي . واختلفوا في أول مَدَى الأربعة الأشهر على ثلاثة أقاويل : أحدها : أن أولها يوم يوم الحج الأكبر وهو يوم النحر ، وآخرها انقضاء العاشر من شهر ربيع الآخر ، قاله محمد بن كعب ومجاهد والسدي . والثاني : أنها شوال وذو القعدة وذو الحجة والمحرم ، قاله الزهري . والثالث : أن أولها يوم العشرين من ذي القعدة ، وآخرها يوم العشرين من شهر ربيع الأول ، لأن الحج في تلك السنة كان في ذلك اليوم ثم صار في السنة الثانية في العشر من ذي الحجة وفيها حجة الوداع ، لأجل ما كانوا عليه في الجاهلية من النسىء ، فأقره النبي صلى الله عليه وسلم فيه حتى نزل تحريم النسىء وقال : " إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ " { وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ } أي لا تعجزونه هرباً ولا تفوتونه طلباً . { وَأَنَّ اللهَ مُخْزِي الكَافِرِينَ } يحتمل وجهين : أحدهما : بالسيف لمن حارب والجزية لمن استأمن . والثاني : في الآخرة بالنار .