Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 43-47)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل { وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً } فيه وجهان : أحدهما : صدق العزم ونشاط النفس . والثاني : الزاد والراحلة في السفر ، ونفقة الأهل في الحضر . { وَلَكِن كَرِهَ اللَّهُ انْبَِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ } وإنما كره انبعاثهم لوقوع الفشل بتخاذلهم كعبد الله بن أبي بن سلول ، والجد بن قيس . { وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ } فيه وجهان : أحدهما : مع القاعدين بغير عذر ، قاله الكلبي . والثاني : مع القاعدين بعذر من النساء والصبيان ، حكاه علي بن عيسى . وفي قائل ذلك قولان : أحدهما : أنه النبي صلى الله عليه وسلم ، غضباً عليهم ، لعلمه بذلك منهم . والثاني : أنه قول بعضهم لبعض . قوله عز وجل { لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً } يعني اضطراباً حكاه ابن عيسى . والثاني : فساداً ، قاله ابن عباس . فإن قيل : فلم يكونوا في خبال فيزدادوا بهؤلاء الخارجين خبالاً . قيل هذا من الاستثناء المنقطع ، وتقديره : ما زادوكم قوة ، ولكن أوقعوا بينكم خبالاً . { وَلأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ } أما الإيضاع فهو إسراع السير ، ومنه قول الراجز : @ يا ليتني فيها جذع أخُبّ فيها وأضَعْ @@ وأما الخلال فهو من تخلل الصفوف وهي الفُرَج تكون فيها ، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم : " تَرَاصُّوا فِي الصُّفُوفِ وَلاَ يَتَخَلَّلْكُمْ ، كَأَولاَدِ الحذف يَعْنِي الشَّيَاطِينَ " والخلال هو الفساد ، وفيه ها هنا وجهان : أحدهما : لأسرعوا في إفسادكم . والثاني : لأوضعوا الخلف بينكم . وفي الفتنة التي يبغونها وجهان : أحدهما : الكفر . والثاني : اختلاف الكلمة وتفريق الجماعة . { وَفِيكُمْ سّمَّاعُونَ لَهُمْ } وفيهم ثلاثة أقاويل : أحدها : وفيكم من يسمع كلامهم ويطيعهم ، قاله قتادة وابن إسحاق . والثاني : وفيكم عيون منكم ينقلون إلى المشركين أخباركم ، قاله الحسن .