Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 73-74)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل { يَآ أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ } أما جهاد الكفار فبالسيف وأما جهاد المنافقين ففيه ثلاثة أقاويل : أحدها : جهادهم بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه وقلبه ، فإن لم يستطع فليكفهر في وجوههم ، قاله ابن مسعود . والثاني : جهادهم باللسان ، وجهاد الكفار بالسيف ، قاله ابن عباس . والثالث : أن جهاد الكفار بالسيف ، وجهاد المنافقين بإقامة الحدود عليهم ، قاله الحسن وقتادة . وكانوا أكثر من يصيب الحدود . { وَاغْلُظْ عَلَيْهِمُ } يحتمل وجهين : أحدهما : تعجيل الانتقام منهم . والثاني : ألا يصدق لهم قولاً ، ولا يبر لهم قسماً . قوله عز وجل { يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُواْ } فيهم ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه الجلاس بن سويد بن الصامت ، قال : إن كان ما جاء به محمد حقاً فنحن شر من الحمير ، ثم حلف أنه ما قال ، وهذا قول عروة ومجاهد وابن إسحاق . والثاني : أنه عبد الله بن أبي بن سلول . قال : لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ، قاله قتادة . والثالث : أنهم جماعة من المنافقين قالوا ذلك ، قاله الحسن . { وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ } يعني ما أنكروه مما قدمنا ذكره تحقيقاً لتكذيبهم فيما أنكروه وقيل بل هو قولهم إن محمداً ليس بنبي . { وَكَفَرُواْ بَعْدَ إسلامهم } يحتمل وجهين : أحدهما : كفروا بقلوبهم بعد أن آمنوا بأفواههم . والثاني : جرى عليهم حكم الكفر بعد أن جرى عليهم حكم الإيمان . { وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُواْ } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : أن المنافقين هموا بقتل الذي أنكر عليهم ، قاله مجاهد . والثاني : أنهم هموا بما قالوه { لَئِن رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينةِ ليُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنهَا الأَذَلَّ } وهذا قول قتادة . والثالث : أنهم هموا بقتل النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا مروي عن مجاهد أيضاً وقيل إنه كان ذلك في غزوة تبوك .