Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 81-82)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل { فَرَحَ الْمُخَلَّفُونَ } أي المتروكون . { بِمَقْعَدِهْم خِلاَفَ رَسُولِ اللَّهِ } فيه وجهان : أحدهما : يعني مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا قول الأكثرين . والثاني : معناه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله أبو عبيدة وأنشد . @ عفت الديار خلافهم فكانما بسط الشواطب بينهن حصيراً @@ أي بعدهم . { وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ } فيه وجهان : أحدهما : هذا قول بعضهم لبعض حين قعدوا . والثاني : أنهم قالوه للمؤمنين ليقعدوا معهم ، وهؤلاء المخلفون عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة تبوك وكانوا أربعة وثمانين نفساً . قوله عز وجل { فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً } هذا تهديد وإن خرج مخرج الأمر ، وفي قلة ضحكهم وجهان : أحدهما : أن الضحك في الدنيا لكثرة حزنها وهمومها قليل ، وضحكهم فيها أقل لما يتوجه إليهم من الوعيد . الثاني : أن الضحك في الدنيا وإن دام إلى الموت قليل ، لأن الفاني قليل . { وَلْيَبْكُواْ كَثِيراً } فيه وجهان : أحدهما : في الآخرة لأنه يوم مقداره خمسون ألف سنة ، وهم فيه يبكون ، فصار بكاؤهم كثيراً ، وهذا معنى قول الربيع بن خيثم . الثاني : في النار على التأبيد لأنهم إذا مسهم العذاب بكوا من ألمه ، وهذا قول السدي . ويحتمل أن يريد بالضحك السرور ، وبالبكاء الغم .