Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 97-99)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { الأعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً } فيه وجهان : أحدهما : أن يكون الكفر والنفاق فيهم أكثر منه في غيرهم لقلة تلاوتهم القرآن وسماعهم السنن . الثاني : أن الكفر والنفاق فيهم أشد وأغلظ منه في غيرهم لأنهم أجفى طباعاً وأغلظ قلوباً . { وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُوا حُدُودَ مَآ أَنزَلَ اللَّهُ } ومعنى أجدر أي أقرب ، مأخوذ من الجدار الذي يكون بين مسكني المتجاورين . وفي المراد بحدود الله ما أنزل الله وجهان : أحدهما : فروض العبادات المشروعة . الثاني : الوعد والوعيد في مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم والتخلف عن الجهاد . قوله عز وجل { وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَماً } فيه وجهان : أحدهما : ما يدفع من الصدقات . الثاني : ما ينفق في الجهاد مع الرسول صلى الله عليه وسلم مغرماً ، والمغرم التزام ما لا يلزم ، ومنه قوله تعالى { إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً } [ الفرقان : 65 ] أي لازماً ، قال الشاعر : @ فَمَا لَكَ مَسْلُوبَ العَزَاءِ كَأَنَّمَا تَرَى هَجْرَ لَيْلَى مَغْرَماً أَنْتَ غارِمُهُ @@ { وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَآئِرَ } جمع دائرة وهي انقلاب النعمة إلى ضدها ، مأخوذة من الدور ويحتمل تربصهم الدوائر وجهين : أحدهما : في إعلان الكفر والعصيان . والثاني : في انتهاز الفرصة بالانتقام . { عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ } رد لما أضمروا وجزاء لما مكروا . قوله عز وجل { وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يُؤمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ } قال مجاهد : هم بنو مقرن من مزينة . { وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللَّهِ } يحتمل وجهين : أحدهما : أنها تقربة من طاعة الله ورضاه . الثاني : أن ثوابها مذخور لهم عند الله تعالى فصارت قربات عند الله { وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ } فيها وجهان : أحدهما : أنه استغفاره لهم ، قاله ابن عباس . الثاني : دعاؤه لهم ، قاله قتادة . { أَلاَ إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ } فيه وجهان : أحدهما : أن يكون راجعاً إلى إيمانهم ونفقتهم أنها قربة لهم . الثاني : إلى صلوات الرسول أنها قربة لهم .